تعرّضت مصفاة "سيزران" النفطية الواقعة على ضفاف نهر الفولغا في روسيا لتعطل كامل عقب هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية نفذته قوات كييف في الخامس من ديسمبر، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
وبحسب تلك المصادر، تسبب الهجوم في خروج المصفاة عن الخدمة فورًا، الأمر الذي وجّه ضربة جديدة للبنية التحتية للطاقة الروسية التي شهدت خلال الأشهر الماضية سلسلة من الهجمات المشابهة.
استهداف مزدوج للمصفاة وميناء تيمريوك
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن أن قواته نفذت ضربة بعيدة المدى ليلة الجمعة الماضية، استهدفت فيها المصفاة الروسية إلى جانب ميناء "تيمريوك" في إقليم كراسنودار، في إطار ما وصفته كييف بأنه "عمليات لعرقلة القدرات اللوجستية الروسية المرتبطة بإمدادات الوقود".
وتعد هذه الهجمات جزءًا من استراتيجية أوكرانية متنامية تعتمد على استخدام المسيرات لضرب منشآت الطاقة الروسية، بهدف الضغط على القدرات العسكرية والاقتصادية لموسكو.
ضرر مباشر في وحدة التقطير الأساسية
وكشفت المصادر أن المسيّرات أصابت وحدة التقطير CDU-6 داخل المصفاة، وهي الوحدة التي تضم المعدات الأساسية اللازمة لبدء عمليات المعالجة الأولية للخام.
وسبق أن تعرضت الوحدة نفسها لهجوم مشابه في أغسطس الماضي، ما اضطر المصفاة حينها إلى إيقاف العمل لمدة أسبوعين لإجراء الإصلاحات اللازمة.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن أعمال الإصلاح الحالية قد تمتد لما يقارب الشهر، في ظل عدم صدور أي بيان رسمي من شركة "روسنفت" الروسية المالكة للمصفاة حتى الآن.
تراجع كبير في الطاقة الإنتاجية للمصفاة
وذكرت المصادر أن مصفاة "سيزران" تعمل حاليًا بأقل من طاقتها بكثير مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت طاقتها الإنتاجية تصل إلى نحو 90 ألف برميل يوميًا، أو ما يعادل 4.3 مليون طن متري سنويًا.
ويمثل هذا الانخفاض تحديًا كبيرًا لشبكة الإمدادات النفطية الروسية، خاصة في ظل اعتماد مناطق واسعة من البلاد على منتجات المصفاة.
أهمية استراتيجية في إنتاج الوقود الروسي
وتبرز أهمية هذه المصفاة من خلال إنتاجها خلال العام الماضي، حيث وفرت 800 ألف طن من البنزين
1.5 مليون طن من الديزل، و700 ألف طن من زيت الوقود، ويمثل هذا الإنتاج عنصرًا أساسيًا في منظومة الطاقة الروسية سواء للاستخدام المدني أو العسكري، مما يجعل المصفاة هدفًا ذا أهمية عالية للهجمات الأوكرانية.