حقق صندوق الأمان لمستقبل الأيتام إنجازًا وطنيًا مميزًا بحصوله على المركز الثاني في جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي عن فئة "المشروع التطوعي المتميز للمؤسسات غير الربحية"، وذلك تقديرًا لجهوده وبرنامجه المبتكر "الكرسي الفارغ" الذي يسعى إلى إشراك طلاب المدارس والجامعات في دعم تعليم الشباب الأيتام وتمكينهم من متابعة دراستهم الجامعية.
جاء هذا الفوز خلال الحفل الرسمي لإعلان الفائزين بالجائزة، الذي أُقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المعظم، حيث استلمت الجائزة مدير عام الصندوق، المهندسة نور الحمود، لتكريم مسيرة الصندوق في دعم الشباب الأيتام.
ويُعد برنامج "الكرسي الفارغ" نموذجًا مبتكرًا في العمل التطوعي، حيث يحول المبادرات الطلابية إلى أدوات فعالة لدعم تعليم المستفيدين، من خلال جمع التبرعات لتغطية تكاليف التعليم الجامعي. ويتميز البرنامج بشفافيته، عبر صفحة إلكترونية لكل مجموعة طلابية تُظهر سير التبرعات وأثرها المباشر على الطالب المستفيد، مما يربط المتبرعين بالمستفيدين بصورة واضحة وملموسة.
ويستند البرنامج إلى إشراك صفوف الثانوية العامة 11 و12 في ابتكار مبادرات تطوعية مختلفة تهدف إلى جمع التبرعات وتمكين الشباب الأيتام من متابعة أحلامهم، ليصبح "الكرسي الفارغ" رمزًا لمقعد جامعي يشغله أحد شباب الأمان، وتتحول هذه التجربة إلى ثقافة عمل جماعي متجددة تنتقل من صف إلى آخر داخل المدرسة الواحدة.
منذ إطلاق البرنامج وحتى اليوم، شارك أكثر من 140 متطوعًا من 9 مدارس، لدعم تعليم 11 شابًا وشابة من المستفيدين، مما أسهم في بناء بيئة تعليمية وغرس قيم العطاء والعمل الجماعي والقيادة لدى الطلاب، مع تعميق وعيهم باحتياجات الشباب الأيتام التعليمية والمعيشية.
وأكدت المهندسة نور الحمود أن هذا الإنجاز يعكس رؤية الصندوق في توسيع أثره الاجتماعي وتحويل دعم الشباب الأيتام إلى مسؤولية مجتمعية مشتركة، وأن الصندوق سيواصل تطوير برامجه لتفتح للشباب أبواب المستقبل بثقة وعزيمة.
ويأتي هذا التكريم ضمن سلسلة نجاحات الصندوق الممتدة لما يقارب عشرين عامًا، حيث أسهم في تمكين الشباب الأيتام من مختلف مناطق المملكة، ومنحهم فرص التعليم والدعم النفسي والمعيشي، بالإضافة إلى برامج التطوير الذاتي وفق معايير SIDE، التي تبني الكفاءات في مجالات المهارات الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والرقمية.
منذ تأسيسه عام 2006 بمبادرة من جلالة الملكة رانيا العبدالله، قدم الصندوق الدعم لأكثر من 5000 مستفيد، منهم 66% من الإناث، فيما تخرج من برامجه 3,711 شابًا وشابة، التحق منهم 78% بسوق العمل مرة واحدة على الأقل، ويواصل الصندوق حاليًا دعم 613 مستفيدًا مستمرين في مقاعد الدراسة، ليبقى الصندوق نموذجًا رائدًا للعمل التطوعي والاجتماعي المؤثر والمستدام في الأردن.