الطوالبة يكتب .. منتخبنا يجمعنا، ومباريات كرة القدم لحظات تتجاوز الشاشات
نيروز
– بقلم الكاتب مطر طوالبة
في مساء
حافل بالحماسة والإثارة، قررت متابعة مباراة منتخبنا الأخيرة، لكن رحلتي لم تكن مقتصرة
على مشاهدة المباراة فقط، بل تحولت إلى تجربة إنسانية ممتعة تخللتها لحظات فرح وصداقة
غير متوقعة.
بدأت القصة
حين لم أجد صديقي في شقته بالطابق الرابع، فقررت النزول عبر الدرج، ومع كل خطوة كان
صوت المعلق يتردد في المكان محملاً بالحماس ويحفز على متابعة كل لحظة. توقفت أمام باب
شقة في الطابق الثاني، ومن الداخل كان صوت هدير المباراة والمعلق يتعالى بلا توقف،
الباب مفتوح وأحذية مصطفة أمامه، أصوات التشجيع والمشاهدة تغمر المكان.
قرعت الجرس،
ناديت، تنحنت، لكن لم يلتفت أحد، فاقتربت لأرى ما يحدث، وفي تلك اللحظة سجل منتخبنا
هدفاً، فتشجعت واندفعت إلى الداخل، أشارك الحماسة والفرح مع مجموعة أشخاص جلسوا متكورين
أمام الشاشة، وكأنهم في عالمهم الخاص. لم يسألني أحد عن هويتي أو عن سبب وجودي، بل
اندمجت معهم في لحظة احتفال جماعي، صرنا نرقص ونغني ونقفز فرحاً.
تجربة
المبارة كانت مميزة بتفاصيلها الصغيرة؛ شاب جلست خلفه بدون أن يلتفت عندما اصطدمت به،
وفتيّة ترتدي (اليانس) سألتني عن شرابي، فاخترت شاي الميرمية بطريقة معتادة، وعدت لمتابعة
المباراة. ومع تسجيل الهدف الثاني، تعالت الهتافات والصيحات، وانقضى الشوط الأول وسط
نقاشات حماسية عن أداء الفريق وتكتيكات المدرب، بينما أنا أرتشف الشاي بطعم الفوز وأشعر
بالانتماء والبهجة.
الشوط
الثاني استمر بنفس الحماسة، وسجل لاعب منتخبنا هدفاً رائعاً أثلج صدورنا، رغم أن الحكم
ألغاه، لم يهمنا، بل استمرّت المشاعر المتدفقة. وقبل النهاية بثوانٍ، جاء الهدف الثالث
ليختم اللقاء بانتصار رائع، ومع فرحة الفوز، غادرت المكان، لكن أصوات الهتاف والتشجيع
ظلت ترافقني حتى أسفل الدرج.
في هذه
التجربة، أدركت أن كرة القدم ليست مجرد أهداف أو مباريات، بل هي وسيلة لتوحيد الناس،
ومشاركة الفرح، وبناء ذكريات صغيرة لكنها عميقة. أشكر هذه العائلة المحبة والمضيافة،
وأخص بالذكر الشاب الذي لم يمانع اصطدامي، وفتاة (اليانس) النشمية، وأشكر منتخبنا الذي
جمعنا وأهدانا لحظات من الفرح والانتماء. وأتمنى أن يواصل المنتخب اللعب على المرتدات
في المباريات القادمة لتحقيق المزيد من النجاحات.