تشهد صناعة الهواتف المحمولة تحولًا كبيرًا في سياسات الشحن، حيث تتجه الشركات العالمية لاعتماد أنظمة شحن ذكية تمنع بقاء البطارية عند نسبة 100% لفترات طويلة، استنادًا إلى أبحاث علمية تؤكد أن هذا السلوك يُسرّع من الشيخوخة الكيميائية لبطاريات الليثيوم–أيون ويقلل من عمرها الافتراضي.
لماذا يضر الشحن الكامل (100%) بالبطارية؟
تشير دراسات منشورة في مجلة Journal of The Electrochemical Society إلى أن إبقاء البطارية عند جهد عالٍ – وهو ما يحدث عند شحنها بالكامل – يزيد من الضغط على مكونات الخلية مثل الأنود والكاثود، ويُسرّع عمليات التحلل الكيميائي مما يؤدي إلى انخفاض السعة بمرور الوقت.
كما أكدت وزارة الطاقة الأمريكية أن البطارية تفقد جزءًا من عمرها كلما طالت مدة بقائها عند الجهد المرتبط بالشحن الكامل.
أفضل نطاق لشحن البطارية لتحقيق أطول عمر ممكن
بحسب بيانات Battery University، فإن بطاريات الليثيوم تحقق أفضل أداء عندما تعمل بين 20% و80%.
وتوضح الأبحاث أن الشحن الجزئي:
يقلل الضغط على الخلايا
يحد من تكوّن طبقة SEI المسببة لتدهور البطارية
يقلل الشيخوخة الكيميائية بنسبة قد تصل إلى 30% وفقًا لـ Nature Energy
لماذا تعتمد الشركات نظام الشحن الذكي؟
Apple
تُفعّل خاصية Optimized Battery Charging التي:
توقف الشحن عند 80%
تُكمل الشحن إلى 100% قبل وقت استخدام الهاتف
وذلك لتقليل مدة بقاء البطارية في حالة جهد مرتفع.
Samsung
ميزة Protect Battery توقف الشحن عند 85%، وهو خيار تؤكد شركة سامسونغ أنه يساهم في إطالة عمر البطارية، استنادًا إلى دراسات IEEE حول تأثير الجهد العالي على تآكل الخلايا.
ما الذي يسرّع تآكل البطارية؟
هناك عاملان رئيسيان يؤديان إلى تقليل عمر البطارية بسرعة:
الشحن اليومي حتى 100%
ترك الهاتف على الشاحن بعد الامتلاء لفترات طويلة
كلاهما يُبقي الخلايا تحت ضغط كهربائي مرتفع، مما يسبب تدهورًا أسرع للبطارية.
أصبح من الواضح أن الحفاظ على بطارية هاتفك لفترة أطول لا يعتمد على نوع الجهاز فقط، بل على كيفية شحنه.
ووفقًا للأبحاث الحديثة، فإن أفضل ممارسة هي تجنّب الوصول المستمر إلى 100%، والاعتماد على نطاق شحن 20–80% مع تفعيل أنظمة الحماية المدمجة في الهواتف الحديثة.