عندما تصبح بلاد العُرب مُستباحة ،أنّى لها من مُنقِذ؟
إعلامُ مُغيّب وحقائق مُضللة والعدوّ يعيث في الأرض فساداً ويفعل ما يحلو له دون أدنى شعورٍ بالإنسانية والرحمة،ويبقى السؤال فينا حيّ،إلى متى وديننا يُحارب في كافة أصقاع الأرض؟ ألا يكفي سفك دماء أبرياءٍ لا ذنب لهم سوى أنّهم أرادوا العيش آمنين مطمئنين في ديارهم..
إلى متى والبلدان المجاورة تأنّ من فرط ما ألمَّ بها منذ سنواتٍ طِوال؟
أيستوي الآن من يتنعّم بدفء جدران منزله بِمن يتوارى عن الأمطار في خيمةٍ مهترئة ؟
تلك الخيام التي تعجُّ بالنساء الثكلى والأطفال اليتامى ولسان حالهم يقول:
هل يصير دمي بين عينيك ماءاً؟أتنسى ردائي الملطَّخ بالدماء؟
وآخرون في الأزقة يتضرعون إلى خالقهم بأن يرأفَ بحالهم من قهر الرجال،القهر الذي يتملّكهم على عجزهم عن الإتيان بما يسد رمق أطفالهم وزوجاتهم ،يودُّ أحدهم لو كان بوسعه أن يشعل من نيران قلبه الملتهبة ناراً لا تخبو ليس للدفء فحسب ؛وإنّما لإيقاظ ضمائر آثرت أن تغطّ في سباتٍ عميق،أن تشيح بوجهها عن شاشات التلفاز لئلا تشعر بأنها متقاعسةً متخاذلة ،متناسيةً بأنّها والله وتالله ستُسأل عن أرواحٍ تُزهَق ،وأراضٍ تُسلَب دماءٍ تُسفك وأعراضٍ تُهتَك وممتلكاتٍ تُهدَر،ستُسأل عن ذاك الذي ابيضّت عيناه من الحزن،وتلك التي لم يعد قلبها ينبض بالحياة من اللوعة والأسى..
أمّا نحن فندعوك يا الله دعاء من ليس له حولاً ولا قوة،أن تغدق على بلاد العُرب من نسائم رحمتك ولطفك وأن ترأف بحالهم وتسخّر جنودك لنصرتهم فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحُبت وحسبهُم أن لهم ربُ يكفيهم،حسبُهم أنك أنت الله.