في وقتٍ تتزاحم فيه الشعارات وتكثر فيه الادعاءات، يبرز الفعل الصادق بوصفه المعيار الحقيقي للانتماء. ومن هذا الباب جاءت مبادرة "هدبتلي ".
والتي اطلقها (خلف النوايسة) رجل الأعمال المعروف، وقام بتوزيع عشرة آلاف شماغ وعلم أردني، كخطوة تحمل دلالة وطنية واضحة، وتقدّم نموذجاً عملياً لما يعنيه أن يتحوّل الإحساس بالوطن إلى عمل ملموس.
هذه المبادرة لم تكن مجرّد لفتة رمزية، بل رسالة مباشرة مفادها أن الانتماء لا يُقاس بالكلام، بل بالأثر الذي يتركه صاحبه في محيطه. فالشماغ والعلم، بما يحملانه من رمزية راسخة في الوجدان الأردني، حضرا هنا كوسيلتين لتأكيد وحدة الهوية، وتعزيز الشعور الجمعي بالفخر والمسؤولية.
ما يُحسب للنوايسة في هذه الخطوة أنها جاءت هادئة، واضحة، وخالية من الاستعراض. لم تُطرح المبادرة بوصفها إنجازًا شخصيًا، بل قُدّمت كفعل وطني موجّه للناس، يصل إليهم دون وسيط أو ضجيج إعلامي. وهذا ما منحها صدقيتها، وجعل أثرها يتقدّم على الحديث عنها.
ويُحسب له أيضاً، بصفته مؤسس ومدير شركة "الندوة"، أنه قدّم مثالًا على الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه قطاع الأعمال في خدمة المجتمع، حين تُستثمر الإمكانات الاقتصادية في تعزيز القيم الوطنية، لا في حدود الربح وحده. فالمبادرة تعكس وعياً بأن المسؤولية المجتمعية جزء أصيل من النجاح، وليست بندًا ثانويًا.
في المحصلة، يقدّم خلف النوايسة من خلال هذه المبادرة درسًا عمليًا في الانتماء، درسًا عنوانه البساطة، ومضمونه الفعل، ورسالة مفادها أن الوطن يُخدم بالأفعال قبل الأقوال.
وفي الختام، كل الشكر"للخال" (خلف النوايسة) على هذه المبادرة الوطنية الرائعة، والتي تُثبت أن الانتماء هو فعل قبل أن يكون شعار