نيروز
– محمد محسن عبيدات
أكد معالي
الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات، وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق، أن مسار التحديث
السياسي في الأردن يشكل محطة مفصلية في تاريخ الدولة الحديثة، ويعكس رؤية ملكية واعية
تقود الإصلاح بثبات وحكمة، دون أن تمسّ أمن الوطن أو استقراره، مشددًا على أن جلالة
الملك عبدالله الثاني ينظر إلى التحديث السياسي بوصفه مشروعًا وطنيًا استراتيجيًا لا
يرتبط بظرف أو مرحلة، بل بمستقبل الدولة الأردنية.
وقال عبيدات
إن الشباب يشكلون جوهر هذا المشروع الوطني، وهم العنوان الأبرز في رؤية جلالة الملك،
مؤكدًا أن القيادة الهاشمية آمنت منذ البداية بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان
الأردني، وأن تمكين الشباب سياسيًا يفتح آفاقًا واسعة للتغيير الإيجابي وصناعة القرار
المسؤول.
وأضاف
أن من أبرز مزايا التحديث السياسي خفض سن الترشح للانتخابات النيابية إلى 18 عامًا،
وهي خطوة غير مسبوقة تعكس ثقة الدولة بالشباب وقدرتهم على تحمل المسؤولية، إلى جانب
تعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية من خلال زيادة مقاعد الكوتا النسائية، بما يرسخ
مبادئ العدالة والمشاركة المتوازنة.
وبيّن
عبيدات أن تطور الحياة الحزبية في الأردن يعد من أهم ثمار التحديث، لافتًا إلى أن وصول
نسبة مشاركة الأحزاب في مجلس النواب الحالي إلى نحو 76 بالمئة يؤكد أن الدولة تسير
بالاتجاه الصحيح نحو العمل البرامجي المنظم، القائم على الرؤى والأفكار لا على الفردية
والشخصنة.
وأكد أن
التحديث السياسي الأردني جاء متدرجًا ومدروسًا، ومنسجمًا مع خصوصية المجتمع الأردني،
حيث حرصت القيادة الهاشمية على تحقيق معادلة دقيقة تجمع بين الأمن والديمقراطية، وتؤمن
بأن لا إصلاح بلا استقرار، ولا استقرار دائم بلا مشاركة سياسية واعية.
وأشار
عبيدات إلى أن من أهم مزايا الأردن تمتعه باستقرار سياسي وأمني راسخ، نابع من منظومة
وطنية متكاملة، قوامها قيادة هاشمية حكيمة، وقوات مسلحة أردنية وأجهزة أمنية محترفة
تحظى باحترام وثقة المواطنين، ومجتمع واعٍ يدرك حجم التحديات الإقليمية والدولية المحيطة.
وقال إن
جلالة الملك عبدالله الثاني يقود الأردن بقيادة غير فئوية وغير إقصائية، قيادة تؤمن
بالحوار والانفتاح، وتسعى إلى تحقيق الأمن والرفاه والتنمية الشاملة، مؤكدًا أن تحركات
جلالته السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية عززت مكانة الأردن، ورسخت صورته كدولة
تحظى بالاحترام والمصداقية.
وأضاف
عبيدات أن وجود مئات الآلاف من الأردنيين العاملين في مختلف دول العالم، وغالبيتهم
من الشباب، يشكل دليلًا حيًا على كفاءة الإنسان الأردني وقدرته على الإنتاج والعطاء،
مؤكدًا أن هذا النجاح الخارجي يعكس جودة التعليم الأردني وصلابة الشخصية الوطنية.
وشدد على
أن الثقة المتبادلة بين الدولة ومؤسساتها من جهة، والمواطن من جهة أخرى، تشكل الأساس
الحقيقي لإنجاح مسارات التحديث السياسي، موضحًا أن الدولة الأردنية تبني إصلاحها على
مبدأ الشراكة لا الوصاية، وعلى التمكين لا الإقصاء.
وأوضح
عبيدات أن رباعية التحديث السياسي تقوم على دولة القانون والمؤسسات، والمواطنة الصالحة،
والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، وتحقيق التوازن بين متطلبات الأمن والديمقراطية،
معتبرًا أن هذه الركائز تمثل ضمانة حقيقية لاستدامة الإصلاح وحماية الدولة.
وفي ختام
حديثه، أكد معالي الدكتور محمد طالب عبيدات الوقوف خلف القيادة الهاشمية والاعتزاز
بها، قائلًا إن الأردن، بقيادته وشعبه ومؤسساته، ماضٍ بثقة نحو المستقبل، وإن التحديث
السياسي يشكل فرصة تاريخية لبناء دولة قوية، حديثة، ومنفتحة، يقودها شباب واعٍ، وتحكمها
مؤسسات راسخة، وتحميها إرادة وطنية صلبة.