لوحتان باهرتان نابضتان رسمهما الأردنيون في ملاعب الدوحة، واحدة من فعل منتخبنا الوطني الضاري الضارب، والثانية من فعل جمهورنا الأنيق الذي اذهلنا، بمقدار ما أذهلنا النشامى.
بوجود التعمري وبغيابه، بوجود يزن العرب وبغيابه، بوجود يزن النعيمات وبغيابه، بوجود إحسان حداد ونور الروابدة وإبراهيم صبرة وبغيابهم، بوجود الفريق الأول وبغيابه، يفوز الأردن !!
منتخب اللاعبين الأساسيين الذي ليس فيه احتياط !!
هل شرارة احتياط ؟!
هل الفاخوري احتياط ؟!
هل بني عطية احتياط ؟!
والقائمة تطول.
برهن لاعبو منتخبنا الوطني على ان الروح تقاتل. أن الحلم يقاتل، ان العَلَم يقاتل، ان الشماغ يقاتل، ان هدير المشجعين قتال، ان حضور سمو الأمير الحسين ولي العهد وسمو الأمير قتال، وان تعليقات الاستفزاز حافز على القتال والفوز !!
دك لاعب الوسط العملاق الاقتحامي نزار الرشدان مرمى منتخبين صعبين، دكًا قاصمًا حاسمًا مقصيًا مرتين، الأولى حين دك بقذيفة صاروخية مرمى المنتخب العراقي العملاق في كأس آسيا بالدوحة عام 2023، فأقصاه، والثانية حين ارتقى فوق الجميع ودك بهامته مرمى المنتخب السعودي الجبار، في كأس العرب بالدوحة أيضًا يوم الإثنين الماضي، فأقصاه.
صعود المنتخب الأردني لكرة القدم وجه عشرات الرسائل:
برهن منتخبنا على ان الرياضة روح، على ان الرياضة ليست مالًا فحسب، وليست منشآت رياضية فارهة فحسب، وليست مدربين أجانب نجومًا يحملون اسماء طنانة رنانة فحسب !!
برهن على ان كعب مدرسة المدربين المغاربة - مع استثناء النتوء العابر- يعلو على كعوب مدارس التدريب الأجنبية الألمانية واللاتين- أمريكية والأسترالية.
فقد حقق جمال السلامي مجدًا لا يدانى، لبلادنا وللاعبينا ولنفيه، بوصوله بمنتخب النشامى إلى كأس العالم، وإلى نهائي كأس العرب.