مركز نحن
ننهض يرسم ملامح الشراكة المجتمعية في إربد
نيروز – محمد محسن عبيدات
في لحظة
وطنية يتقدم فيها الشباب إلى واجهة الفعل العام، لا بوصفهم متلقين للسياسات بل شركاء
في صياغتها، جاءت فعالية اتخاذ القرار الجماعي ضمن مشروع "ترابط الشباب” لتؤكد أن التنمية
الحقيقية تبدأ حين يُفتح المجال أمام العقول الشابة لتقرأ الواقع، وتُشخّص التحديات،
وتشارك بجرأة ومسؤولية في رسم الحلول.
ومن قلب
مدينة إربد، وتحت رعاية رئيس لجنة بلدية إربد الكبرى عطوفة السيد عماد العزام، جسّد
مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة نموذجًا وطنيًا متقدمًا للعمل التشاركي، بالشراكة
مع المجلس الثقافي البريطاني ووزارة الشباب، في مشهد يعكس نضج التجربة وعمق الرؤية.
لم تكن
الفعالية لقاءً بروتوكوليًا عابرًا، بل مساحة حقيقية للحوار الوطني، اجتمع فيها ممثلو
الوزارات والمؤسسات الرسمية، وغرف الصناعة والتجارة، والقطاع الخاص، والأحزاب السياسية،
ووسائل الإعلام، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الشبابية والناشطين، في لوحة
جامعة تعكس معنى الشراكة وتكامل الأدوار.
وفي كلمته،
أكد العزام أن مشروع "ترابط الشباب” يمثل نموذجًا متقدمًا في تمكين الشباب، من خلال
إشراكهم بصورة منهجية ومدروسة في تحديد الأولويات المجتمعية وتحليل القضايا المحلية
وصياغة مقترحات عملية قابلة للتنفيذ. وأوضح أن فعالية اتخاذ القرار الجماعي جاءت لاختيار
خمس قضايا مجتمعية ذات أولوية عبر تصويت تشاركي يعكس صوت المجتمع، ويعزز دور الشباب
شركاء فاعلين في منظومة الحوكمة المحلية.
وأشار
العزام إلى أن هذا اللقاء يجسد حالة راقية من العمل التشاركي والمسؤولية المشتركة،
ويعكس وعيًا متقدمًا بأهمية تكامل أدوار المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني مع
طاقات الشباب، دعمًا لمسارات التنمية المحلية وبناء نماذج تعاون مؤسسية مستدامة. كما
بيّن أن هذه الجهود تنسجم مع محاور استراتيجية وزارة الإدارة المحلية، لا سيما في تعزيز
الحوكمة، وتوسيع المشاركة المجتمعية، وتمكين الشباب من الإسهام الفاعل في صنع القرار
المحلي.
وأعرب
عن فخر بلدية إربد الكبرى بالشراكة الاستراتيجية مع مركز نحن ننهض، مثمنًا ما أثمر
عنه التعاون السابق من دراسات متخصصة أسهمت في تحديد أولويات المواطنين وقياس توجهاتهم
تجاه القضايا والخدمات البلدية، في مقاربة علمية تعزز كفاءة القرار المحلي.
من جانبه،
قدّم المدير العام لمركز نحن ننهض للتنمية المستدامة عامر أبو دلو رؤية عميقة لجوهر
البرنامج، مؤكدًا أن "ترابط الشباب” ينطلق من إيمان راسخ بأن تمكين الشباب والشابات
ليس شعارًا، بل مسارًا عمليًا يبدأ ببناء القدرات، ويمر بتحليل القضايا، وينتهي بالمشاركة
المباشرة في صنع القرار إلى جانب أصحاب المصلحة وصناع القرار.
وأوضح
أبو دلو أن البرنامج ينسجم مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير
الحسين بن عبدالله الثاني في تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة المدنية والسياسية،
ويتقاطع بوضوح مع منظومة التحديث الشامل بمساراتها الثلاث: السياسي، والاقتصادي، والإداري،
فضلًا عن انسجامه مع الاستراتيجية الوطنية للشباب 2023–2026، والاستراتيجية الوطنية
لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وأجندة الشباب والسلم والأمن.
وأشار
إلى أن فعالية اتخاذ القرار الجماعي شكّلت محطة مفصلية في البرنامج، جاءت تتويجًا لمسار
تدريبي مكثف، أتاح للشباب مساحة تفاعلية للحوار المباشر مع صناع القرار، وقدّم نموذجًا
عمليًا لتطبيق نهج اتخاذ القرار الجماعي في العمل التنموي المحلي.
واستعرض
أبو دلو القضايا المجتمعية التي عمل عليها الشباب، والتي انطلقت من احتياجات حقيقية
ونتائج دراسات ميدانية، شملت نقص المساحات الآمنة والمجتمعية، وضعف إشراك الشباب في
تحديد الأولويات التنموية، وافتقارهم إلى مهارات سوق العمل، وعزوفهم عن المشاركة في
المجالس المنتخبة، وتراجع الارتباط بالهوية والثقافة الوطنية، وغياب أدوات قياس الأداء
والحوكمة في البلديات، إلى جانب تصاعد خطاب الكراهية في الفضاء الرقمي وضعف فرص التشبيك
مع سوق العمل.
وبيّن
أن الشباب خاضوا تجربة تصويت تشاركية وشفافة لاختيار خمس قضايا من أصل ثماني، ستتلقى
الدعم والتمويل اللازمين لتحويلها إلى مشاريع مجتمعية قابلة للتنفيذ، مؤكدًا أن المركز
سيوفر الإسناد الفني وبناء القدرات والمتابعة لضمان تحقيق أثر مجتمعي ملموس ومستدام.
وأكد أبو
دلو أن تنفيذ البرنامج بالشراكة مع وزارة الشباب، وبدعم نوعي من المجلس الثقافي البريطاني،
شكّل رافعة أساسية لنجاحه، وأسهم في تعزيز ثقافة المشاركة وبناء نماذج تعاون مؤسسية
راسخة.
إن ما
يقدمه مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة يتجاوز حدود المشاريع والفعاليات، ليؤسس لثقافة
وطنية جديدة قوامها الثقة بالشباب، والإيمان بقدرتهم على قيادة التغيير، وصناعة القرار
من موقع الشراكة لا التبعية. وفي زمن تتعاظم فيه التحديات، يثبت المركز أن الاستثمار
في الشباب هو الاستثمار الأجدى، وأن التنمية المستدامة لا تُبنى إلا بعقول واعية، وقلوب
مؤمنة، ومؤسسات تمتلك الشجاعة لتفتح الأبواب أمام الجيل القادم ليكون شريكًا كاملًا
في رسم مستقبل الوطن.
Nahnu Nanhad Center Shapes the Features of Community
Partnership in Irbid
Nerouz –
Mohammad Mohsen Obaidat
The "Collective Decision-Making” event,
held within the "Youth Cohesion”project in Irbid, highlighted a modern model of community partnership that
places young people at the heart of development and decision-making, not as
recipients of policies but as active partners in shaping them.
Under the patronage of Eng. Imad Al-Azzam, Head of the Greater
Irbid Municipality Committee, the Nahnu
Nanhad Center for Sustainable Development, in partnership with the British Council and the Ministry of Youth, brought together
representatives of official institutions, the private sector, civil society
organizations, political parties, media, and youth initiatives in an open
national dialogue.
Al-Azzam emphasized that the project
represents an advanced approach to youth empowerment by involving them
systematically in identifying community priorities and proposing practical,
implementable solutions. He noted that the participatory voting process
reflected the true voice of the community and strengthened youth engagement in
local governance.
For his part, Amer Abu Dalo, Director General of Nahnu Nanhad Center,
stressed that the program is rooted in a firm belief that youth empowerment is
a practical pathway based on capacity building and direct participation in
decision-making alongside stakeholders. He explained that the initiative aligns
with the vision of His Majesty King
Abdullah II and HRH Crown Prince
Al Hussein bin Abdullah II, as well as national strategies for youth,
political and administrative modernization, and social cohesion.
The event marked a key milestone in
the program, following intensive training, and resulted in the selection of five priority community issues to be
supported and transformed into implementable projects. The Center will continue
to provide technical support and follow-up to ensure sustainable community
impact.
Through this initiative, Nahnu Nanhad Center reaffirms
that investing in youth is the most effective investment, and that sustainable
development is built through partnership, trust, and the active engagement of
young people in shaping the future of their communities.