كشمس يوم العيد، تدخل بيوت الفقراء قبل غيرهم، ولا يستطيع اللصوص سرقتها أو إمالة شعاعها؛
لأنها من عرق جبينكم الذي يحبه المتعبون، لونه كلون طرقاتنا الترابية التي تعلمتم عبرها مهارات اللعب، بعيدًا عن خطط الاقتصاد، وفكر السياسيين، وبهرجة الحياة.
ولدتم في مرابعنا مثل فقراء بلادي،
في الحقول مع سنابل القمح، والفيافي المقفرة، ودرجتم مع رائحة الشيح، ودخان الحطب، والدحنون.
عشتم وبطونكم خاوية، وأطرافكم كانت ترتجف من برد الشتاء القارص.
ومهما كانت النتيجة فإن وصولكم إلى هذه المرحلة كأنكم كسيتم الكأس بشماغ الأردنين المهدّب .
فقد أهديتم الوطن وشعبه ذهبًا،
لم يستطع غيركم أن يقدّمه، ممن وُلدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.