في قضية الدخان
من ينتصر الوطن ام الفاسدون والزعران؟
اذا لم يقر ويعترف المتهم الرئيس في قضية الدخان عوني مطيع عن شركائه وأعوانه وحاميه ومحركيه وإذا لم يُجلب هؤلاء الى العدالة ويحوّلون الى قضاء قوي نزيه لا تأخذه في الحكم بالعدل لومة لائم ولا سطوة متجبر ولا قوة متنفذ ولا جبروت ظالم ولا تدليس كاذب ولا تزلف منافق وإذا لم يكشف الحقيقة بكل تفاصيلها في القضية التي اهدرت مبالغ طائلة تقدر بمئات الملايين وربما اكثر على خزينة الدولة نتيجة التهرب الضريبي ونتيجة المصانع المزيفة وإذا لم يعرف الشعبُ الاردني من يقف خلف مطيع فإن ذلك يعني ان لعبة خبيثة حيكت او تُحاك من أجل طمس معالم القضية وتقزيمها وجعلها بالون هواء لا اكثر، والتستر على المجرمين الكبار والزعران ، وان الفساد مؤسسة قوية وان أيدي الفاسدين طائلة وان نفوذهم كبير وأنهم يكسبون أولى جولات محاربة الفساد ويكسرون خاطر الأردنيين الذين فرحوا للمنجز الذي تم بجهود حثيثة مضنية مشكورة من الملك مع القيادة التركية، لا بل يلتفون على هذا الإنجاز الإصلاحي بإمتياز ويحاولون وئده.
عند ذلك يشيعون اليأس عند الناس بأن لا إصلاح ولا صلاح قادم ، وأن الفساد محميٌ والفاسدين محصنون وأنهم متجذرون في الشر ومسيطرون على الوضع وينفذون اجندة خبيثة لخراب ودمار البلد ويأخذون الوطن الى الخلف والى المجهول .
و اذا آلت حيثيات قضية مطيع الى ذلك فإن الامر جِدُ خطير وأن لا بصيص أمل في الخروج من حالة التردي والضعف والضياع التي أوصلوا الوطن اليها وان ردود الفعل الشعبي ازاء ذلك لا يعلم بها الا الله لأن الكيل قد طفح والفساد اهلك العباد والفقر تكالب على الناس والظلم شاع والقهر يملأ الصدور .
وإزاء ذلك لا بد من إستنهاض همم الشرفاء في كل اجهزة الدولة ليقفوا الى جانب الحق والعدل ليكسب الوطن والشعب هذه القضية المفتاح لكسب قضايا الفساد الكبرى التي بَيعّت الأردن ثرواته ومقدراته وشركاته ومؤسساته وبعض اراضيه الثمينة ولرد الحق الى أهله ووضعه في نصابه وان ينتصروا للحفاظ على الدولة بكافة أركانها ومقوماتها وبقاء الأردن رغم انوف الأعداء والطغاة ، وان ننحاز جمعياً الى جانب وطننا الغالي الذي ننشد ان يكون سالماً غانما خالياً من الفساد والفاسدين والسارقين والناهبين والمنافقين واللصوص .
د. عساف الشوبكي