نيروز الاخبارية
بقلم عوني جدوع العبيدي
ونحن على أبواب مؤتمر سيعقد في عمان عاصمة الأردن للقدس بعد مؤتمر عقد عام 2014م وبعد مرور أربع سنوات على ذلك المؤتمر الذين قاموا على إعداده هم القائمون الآن على إعداد مؤتمرنا القادم لم تتغير الوجوه إلا قليلا لكن الذي تغير
الكثير من موازين القوى ولم تستفد القدس إلا مزيدا من القضم والضم بل ابتعدت القدس عن أمتها كثيرا .
في المؤتمر السابق كتبت مقالا أضعه الآن بين أيديكم وهو تعليق على نتائج ذاك المؤتمر الذي خسرنا فيه أموالا كثيرة أجرة فنادق ومطاعم وجلسات ومياومات
لو قدمت لتجار القدس وأهلها لنفعتهم .
المقال :
"في المؤتمرات القديمة التي عقدت عن القدس وللقدس كانت تنتهي بتحريض الحكومات الإسلامية والعربية مد المجاهدين على أرض فلسطين وتثبيت أهل القدس واعانتهم على الصمود وفتح باب الجهاد والتوجيه المعنوي للجيوش نحو الشهادة والاستشهاد على أرض فلسطين أيامها كانت الباصات مكتوب عليها (عمان القدس ) والسفريات العربية في العبدلي مكتوب على صفحة الباب من الجهتين (عمان القدس بيروت دمشق بغداد الكويت ) وبعدها ذهبت القدس ومن ثم بغداد والآن دمشق خاصة بعد أن تعانقت القاهرة مع تل أبيب وانطلقت الضحكات من زعيم أكبر دولة عربية وهو يتوسط غولدا مائير ومناحيم بيغن في زيارته المشؤومة وهما العاشقان بعد القدس لأرض خيبر والديار المقدسة من النيل إلى الفرات .
أيام تلك الباصات وهاتيك السفريات كانت الأغنيات أمثال (دبابات الجنزير مدفع وعياره ثقيل ) ونحن الآن وبعد نهاية مؤتمر ( الطريق إلى القدس) الأخير والمنعقد في عمان 2014م وفي أول أيام
رجب الأغنيات (رجب حوش صاحبك عني) .
قبل فترة ليست ببعيدة وعند مقتل القاضي رائد زعيتر على الأيدي المغتصبة
في غياب الأيدي المتوضئة قلت في خطبة جمعة قبل أن أمنع من الخطابة :
(إذا كان عدوك هو الخصم والقاضي فاقرأ السلام على دم زعيتر القاضي ) وكانت الخطبة ردا على صرخات من برلماني يدعى يحيى السعود نادى (حي على الجهاد) وطالب بجهاد العدو الصهيوني .
قلت له يومها ومن فوق المنبر :
"كأنك يا سعادة النائب لم تقرأ بنود اتفاقية وادي عربة وأظن أن الكثير إن لم يكن أغلبهم لم يقراؤوها وهي كافية لإعطائك الأجوبة على الكثير من الاستفسارات ".
وأذكر أن هذه الإتفاقية جاءت في يوم كثير الريح والغبرة وكأنه يومها لم يعترض أحد عليها إلا هذه الزوابع التي اشتد أمرها بطريقة ملفتة حتى اضطر كلينتون يومها إلى (صرصرة عيونه ) خوفا عليها من ذرات الوطن الأصيل المتطايرة والتي لم تستطع بنود الاتفاقية ولا الأجهزة الأمنية أن تمنعها من الوصول إلى العيون الأمريكية الراعية .
أنا لم أفهم دعوة النائب يحيى السعود إلى الجهاد حتى رأيته يقرأ التوصيات التي خرج بها مؤتمره (الطريق إلى القدس) وبلغة ركيكة وقراءة هزيلة واخطاء لغوية واضحة وكأن المؤتمر لم يجتمع إلا لمقاومة فتوى الشيخ العلامة يوسف القرضاوي وأمثاله من قمم العلم والفتوى والتي منعت زيارة المسجد الأقصى في ظل الإحتلال واعتبرته من التطبيع المجاني مع هذا العدو الغاصب الذي تتوجه إليه الوفود السياحية لتختم سفارته في عمان أختامها على أوراق المسافرين وجوازات سفرهم أدركت حينها أن دعوة الجهاد التي صرخ بها النائب في البرلمان هي دعوة الركوب في باصات جديدة ومريحة ومكيفة وهذا هو الصحيح فزماننا ليس لباصات عمان القدس ولا لدبابات الجنزير الزمن زمن حوش عني صاحبك يا رجب الزمن زمن الشقلبة " فالقرضاوي إرهابي " "والحاخام
في بلادنا يغط وينام " والطريق إلى القدس يبدأ من شركات السياحة والسفر .
بقلم عوني جدوع العبيدي .