نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية
الدكتور عديل الشرمان
يحكى ان شابا أخبر والده رغبته في الزواج من إحدى الفتيات الجميلات والتي تكبره في السن، وكان يحبها وقد اعجب بجمالها وسحر عيونها، الا أن والده رفض ذلك، وبعد إلحاح شديد من الابن الشاب، طلب الوالد أن يرى الفتاة، فلما احضرها ورآها والده انبهر بجمالها واعجب فيها فقال لابنه: اسمع يا ولدي هذه الفتاة لا تصلح لك، هذه الفتاة لا يتزوجها الا رجل مثلي، وهنا وقع خلاف بينهما، استدعى الاستعانة بأحد المسؤولين من اهل الاختصاص، وذهب جميعهم إليه لحل الخلاف، فعندما رآها المسؤول قال لهما: هذه الفتاة لا تصلح لأي منكما، هذه الفتاة لا يتزوجها الا رجل بموقع المسؤولية مثلي، وتخاصم الثلاثة ووصلت قصتهم إلى مسامع الوزير المختص، فاستدعاهم ومعهم الفتاة لحل المشكلة، فلما رأى الوزير المختص الفتاة قال لهم: هذا الجمال لا يصلح إلا للوزراء، فلن يتزوجها أحد غيري، تفاقمت المشكلة وتضاعف الخلاف حول الفتاة، عندها تدخلت الفتاة بنفسها لحسم الخلاف، وقالت لهم جميعا أنا لدي الحل، سوف اركض وانتم تركضون خلفي والذي يدركني ويمسك بي اولا اصبح زوجة له، وافق الجميع وبدأوا يركضون ويلهثون خلفها في مشهد يثير السخرية والضحك، وفجأة وهم يركضون الأربعة خلفها وقعوا في حفرة عميقة لمياه وسخة متجمعة ثم علت صيحاتهم طلبا للنجدة، عادت إليهم الفتاة، ثم نظرت اليهم وهي تضحك عليهم وتسخر منهم، وتستخف بعقولهم، وقالت لهم: اتعرفون من أنا... انا الدنيا وانتم طلابها.
حقا هذه هي حالنا اليوم، وهذه حال كثير من المسؤولين، ظاهرهم ورع وحلم، وداخلهم شؤم ولؤم، تعجب بأشكالهم وملابسهم، وتسمع لكلامهم المعسول، يعطوك من طرف اللسان حلاوة، الا انهم مراوغون يقولون ما لا يفعلون، هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله اينما كانوا، انى يؤفكون.
لقد باتت الدنيا اللعينة اكبر همنا، ومبلغ علمنا، نجري وراءها، ونتدافع ويقصي بعضنا بعضا، ندوس على رقاب غيرنا علنا ومن غير استحياء من أجل مصالحنا، الحقد ملأ القلوب، وبات في الدنيا كل شيء بالمقلوب، حتى أصبح الكثير منا عبيدا لها ونقف على اعتابها اذلاء صاغرين .