نيروز الإخبارية : نيروز_بمهارة وفن يعد الخباز جلال الحوامدة خبز "الشراك”.. إذ تتطاير الأرغفة للأعلى بحركات متقنة تجذب أنظار الزبائن والمارة في أحد المخابز بمدينة عمان.
لا يتوقف الحوامدة عن الحركة، وكأنه يمارس ألعابا رياضية خلال تحضيره للخبز، مبينا، أنه يعمد للقيام بهذه الحركات حتى لا يصاب بمرض "الدوالي”، حيث اعتاد هذه المهنة منذ ما يقارب 22 عاما، بعد أن ورثها عن والده.
ويؤكد الحوامدة في حديثه له"عمل خبز الشراك يتطلب جهدا كبيرا، خصوصا أن لدي طلبيات لمطاعم الشاورما، مما يتطلب العمل لساعات طويلة لإنجاز الكميات، ورغم مساعدة ولدي الكبير "الذي أصبح يتتفنن بإعداد الخبز أيضا”، إلا أننا لا نتوقف عن العمل طوال اليوم”.
يسعى الحوامدة في الصباح الباكر لتحضير خبز "الشراك”، بتجهيز العجانة، بوضع شوال من الطحين، ويضع عليه 700 غرام من الملح والماء فقط، وبعد أن تصبح جاهزة تأتي المرحلة الثانية من التقطيع، وصفها في صناديق خشبية، ثم تخبز وتوضع على الصاج بمهارة وسرعة (ثوان معدودة)، لهذا يجب أن تكون هناك سرعة في إنجاز الخبز خصوصا خبز "الشراك”.
ويستذكر الحوامدة أحد المواقف الطريفة خلال عمله، "في أحد الأيام توقف عدد من السياح الأجانب أمام باب المحل، بحيث لفتتهم الحركات "البهلوانية” التي أقوم بها، وبدأت الخبز… وإذ تطاير رغيف الخبز للأعلى وعلق بأحد الأسلاك الكهربائية القريبة وحينها ضحك السياح وبدؤوا بالتصفيق والتشجيع على الاستمرار”.
من جانبه يقول ناصر ابن الخباز الحوامدة، "أحببت عمل والدي وطريقة تحضيره لخبز الشراك، فتعلمت منه طريقة العمل، وأصبحت، على حد قول والدي أكثر مهارة منه، وتعد هذه المهنة مصدر رزق لي ولعائلتي”.
ويضيف، "لولا حبي وتعلقي بهذه المهنة منذ الطفولة، وتحديدا عندما كنت أشاهد والدي وهو يخبز، لما عملت بها، فهي مهنة متعبة وتحتاج الى صبر وانتظار عملية العجين والتقطيع والخبز، ومع ذلك فهي ممتعة”.
ويضيف ناصر "مساعدتي لوالدي بهذه المهنة لم تقتصر على الخبز فقط، وإنما اصبحت لدينا خدمة التوصيل المجاني للزبائن”.
ويشير الخباز الحوامدة، "عملي لساعات طويلة متعب، ولكن لا أشعر بالتعب، لأني أحب هذا العمل”.
الحركات التي يقوم بها الحوامدة وهو يعد خبز الشراك تستوقف المارة أمام محله، وتجذبهم رائحة الخبز التي تفوح في المكان، مما يدفعهم للتذوق والشراء.
ويقول أحد الشباب الذين استوقفته حركات الحوامدة ابراهيم أبو عريش، "كنت أسير في الشارع، وشاهدت خلف الزجاج براعة الخباز في إعداد خبز الشراك، مما دفعني لتذوق رغيف الشراك الساخن ذو الطعم اللذيذ، قبل شراء عدد منه”.