يخرج علينا وزير التخطيط ويطل على الشعب الأردني " المسخمط " بكل تعالي وتكبّر ليهدد : أن الحكومة لن ترفع الأسعار ولن تفرض الضرائب ما دام المواطنيين ملتزمين بأداء واجباتهم ..!!! .. لغة تشبه لغة معلم في الصف الخامس يهدد طلابه ، لا تحمل أدنى معاني الإحترام أو الأدب في مخاطبة الناس .
لا عليك يا معالي الوزير ، نستحق أكثر من ذلك ، عندما صعد أمثالك على حين غفلة كراسي السلطة ، وتحكموا برقاب العباد ، عندما باعونا الوهم وأطعمونا الهوان ورهنوا مستقبلنا بمليارات الديون ، وباعوا كل أصول الدولة بإسم الخصخصة .. نستحق أكثر يا عبقري التخطيط أنت ومن سبقك ، عندما تحوّل التخطيط إلى برزنتيشن في قاعات الفنادق والناس تغرق في الفقر ، والبطالة ترتفع، وأنتم أصبحتم سماسرة للبنك للدولي وعرابين للقروض ووسطاء لبيع المشاريع الناجحة .
نستحق أكثر يا معالي الوزير ، يا خريج هارفرد ، يا مصدر خيبتنا أنت وغيرك ممن ينظر للناس أنهم مجرد أرقام في تقارير المنظمات الدولية ، يا من تعرف واشنطن ولندن وجامعاتها ومراكز بحثها ، ولكن لا تعرف قرى بلدنا ، ولم تغبّر حذائك بترابها ، ولم تمش في طرقها ، ولم تعرف مراكزها الصحية الفارغة من كل شيء ، ولم تعرف صفوف مدارسها الآئلة للسقوط ...
نعم يا معالي الوزير ، قمنا كمواطنين بواجباتنا ، وربطنا على بطوننا حجرين من الجوع ، وسكتنا عن حقوقنا وقلنا البلد تمرّ بضائقة ، ورضينا بأقل الخدمات مراعاة لظروف الدولة ، ماذا كانت النتيجة ، أكتب عندك ؛ رفع للأسعار بلا مبرر ، وتآكل للرواتب ، إستخفاف بعقول الناس وأنتم حولتم الحكومة كازية لبيع البنزين ، إذلال للمواطن عندما يراجع دائرة حكومية فيصبح بين سوط الموظف المتنمر أو بين الرشوة لينهي رحلة عذاب نهاره وهو يركض بين المكاتب ، فساد يتراكم ويصعد ويكبر كل يوم وبلا حساب .. هذا نتيجة قيامنا بواجباتنا .
دعني أسألك ؛ أين واجباتكم أنتم الوزراء ، والحكومة خادمة الشعب ، أين الخدمات الحكومية التي تحفظ كرامة المواطن ، أين الخدمات التي نلمسها في الشارع وفي المدرسة وفي المستشفى ، أين الخطط التي رسمتها وعرضتها في الفنادق أمام الدولة المانحة والمنظمات الدولية ، أين الضرائب التي ندفعها لك وللحكومة ولا نجني إلا الخواء والتسويف والمماطلة .
كان حريا بك يا معالي الوزير أن تتواضع قليلا ، وتخاطب الناس بلهجتهم البسيطة وليس بلكنتك الإنجليزية ، ولعلمك الناس ملّت الكلام والوعود ، ولم تعد تأبه بك وبأمثالك فأنت من الطارئين ستغادر منصبك قريبا إلى منصب أكبر أو سفير أو رئيس مجلس إدارة ، أما نحن المواطنين الملتزمين بحب البلد الملتزمين بواجباتنا والسائرين الحيط الحيط ، ليس لنا إلا أن نضع على جرحنا الملح ونبلع وجعنا ونشكوا الله أن يخلصنا منكم فالشكوى لغير الله مذلّة .