نترك الكتابة ونبتعد حتى لا نتهم بالسلبية والبحث عن الأخطاء ، ولكن قلم الكاتب الصادق لا يستطيع الصمت والوقوف بدور المتفرج على هدم منظومة الأخلاق في مجتمعنا الأردني ، نشعر أن هناك سلوك ممنهج لتحويل كينونة المنظومة التربوية والأخلاقية وتسخيف القيم وتكسير صورة القدوة والرمز ، وجعل الدين شكليا يمارس كطقوس في دور العبادة ولا علاقة له كإطار منظم للأخلاق .
تخرج اليوم علينا جهة إعلامية تنتج مسلسلا من شباب أردنيين هكذا عرفنا بعضهم ، يستخدمون لغة الشتائم في الحوار وتظهر مشاهد مخلة بالأخلاق ، والكارثة أنه موجه للفئة العمرية من هم في سن المراهقة ، وهو إستمرار للبرامج التي إكتسحت شاشاتنا التي تدعي الوطنية ، وأقحمت لغة الشوارع ونكت الشوارع ولغة الشتائم والإيحاءات الجنسية عنوانا للثقافة الجديدة والإنفتاح وكسر التابوهات في مجتمع ما زال موسوما بالمحافظة .
للأسف جرأة الأعلام الجديد وأدواته ليس عبثيا ، وهناك ضخ يومي لتغيير المجتمع ، ومحاربة التدين ورضوخ تام لمؤسسات المجتمع المدني التي تستقبل كل التمويل الأجنبي لتنفيذ برامج مشبوهة وللأسف الحكومة إما غائبة عن الرقابة عليهم وإما متواطئة معهم بخجل .
لا أعرف حقيقة من الحارس على ثقافتنا ، ومن المدافع عن المنظومة التربوية والأخلاقية ، وأدرك أن في عصر الإنفتاح المعرفي وقنوات الإتصال من الصعب أن تغلق أذنيك وعينيك ، لكن أدرك أننا بحاجة أن نوعّي شبابنا وأطفالنا ونحصّنهم ضد هذا الإنفلات ، وعلى الدولة أن تمارس دورها الرقابي وأن لا تنسحب وتغيب كما هي غائبة عندما نحتاجها ، والفساد ليس سرقة المال العام وإنما فكفكة الأسر وهدم منظومة الأخلاق والطعن بقيم المجتمع بإسم الحريات هو أخطر أنواع الفساد .