الوطن لا يقبل القسمة الا على نفسه فهو الملاذ والقبلة والحضن الدافىء ولدنا على ترابه نتفس هواءه ونروي ظمئنا من ماءه نموت وندفن في ترابه، ونذود عنه بكل ما أوتينا من عزم وقوة ضد اعداء الخارج والداخل وعلى رأسهم الفاسدين وابواق الفتنة والاشاعة الذين يختبئون خلف شاشاتهم ليسطروا بطولاتهم الوهمية في هذا العالم الافتراضي، ويبثون سمومهم لخلق الفوضى وهم يبحثون عن الشهرة والبطولات الزائفة على حساب الوطن لا يهمهم الا جمع اللايكات والمتابعين ليؤسسوا للبزنس لجني الاموال من خلال اعلانات اليوتيوب وغيرها ...الوطن كغيره من الاوطان يتعرض أحيانا لسوء إدارة أو اتخاذ قرارات فيها اجتهاد خاطئ ولكن من غير المعقول ان يكون الوطن تسليه لاصحاب الاجندات الذين حالهم يقول "يا لعيب ياخريب". قدرنا ان نعيش على هذه الارض التي باركها الله وسنة الحياة يؤكده الخالق عز وجل، في محكم تنزيله "خُلق الانسان في كبد"، وفي موضع آخر يقول رب العزة (اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو). فالحالة المثالية التي يتحدث بها بعض المغمورين غير موجودة في طبيعة حياة الانسان فالبشر قدرات عقلية وجسدية واخلاقية متفاوتة ولا يمكن ان يقاسوا بالمسطرة ولكن القانون هو من يجعل الجميع تحت سلطته. في الحقيقة أُتابع ما يبث من قبل اشخاص في الخارج يصفون انفسهم بأنهم صحفيون، ولا اختلاف على ذلك علما ان هذه المهنة هي اهتمامات متنوعة ومتعددة وليست للتسلية والتشدق والتباكي لاستدرار عواطف الناس وطرح مواضيع تستند إلى الاشاعة، ويصر هؤلاء على تجاوز كل الخطوط لانهم بحماية دول اجنبية وبعيدين عن المسائلة ومحور احاديثهم تتناول اشخاص للاساءة اليهم لاسباب شخصية أو لابتزازهم . لقد تابعت اكثر من بث لاشخاص اكتسبوا شهرة في وقت كان الناس يتلهفون لسماع اخبار قضية الدخان فاخذونا بسرديات تشويقية من خلال دراما ساحرة ترتكز الى الاعلان عن انصاف معلومات لجذب المشاهدين،.ليس هذا موضوعي لان قضية الدخان كشفت داخليا واصبحت قضية راي عام وانا كتبت في موضوع الدخان وانتقدت الحكومة وسلوكها في التعامل مع هذه القضية، والاخطاء الحكومية التي ادت الى هروب المتهم الرئيسي وسفرة خلقت بيئة مناسبة لهؤلاء الذين يدعون الحرص على الوطن وهم كل يوم ينحرون الوطن على مذبح محاربة الفساد. ايها الناعقون ذخيرتكهم شارفت على الانتهاء وانتم تقدمون انفسكم كمصلحين اجتماعيين وتتهمون الدولة بالقصور، والحديث عن أردنيات يأكلن من القمامة في تركيا ومصر دون ان تقدموا أي توثيق أو واقعة حقيقية، هو عيب وسبة في جبينكم، وهذا مقتل لاي صحفي لا يتوخى الدقة في حديثة. البشر متفاوتون بكل شيء اجتماعيا واقتصاديا وفكريا واخلاقيا وهذه طبيعة الحياة، فالناس قدرات متفاوته ولك ان تقيس على مستوى الاسرة تجد المتعلم وغير المتعلم والنشيط والكسول والمتسامح هذه طبائع لا يمكن فصلها عن واقع الحياة. التباكي على الوطن لتحقيق الشهرة أكبر جريمة بحق الوطن وبيئة خصبة لتوسيع الهوة بين القاعدة والحكم ويستطيع أي مراقب ان يتقصى ذلك خصوصا باقتناع شريحة من الشباب بفساد كل شيء وهذا نرصده من خلال الحوارت معهم . كما ان الناعقين في الخارج بين لحظة واخرى يتحدثون عن مؤسسات الدولة ويخلطون الحابل بالنابل ويقومون بالتشويش لمزيدٍ من الشهرة ويتحدثون بشؤون مؤسسات الدولة غير مهتمين بالاضرار التي يلحقونها بسمعة هذه المؤسسات لافقاد الثقة بها من قبل المواطن، ليس هكذا تورد الابل. عند سماعي لما يبث يتضح ان اساس الحديث خالي من المصداقية والقاء التهم والتلاعب بالمفردات وتنصيب انفسهم اوصياء على الدولة وهم فاشلون بحياتهم الشخصية (انك لا تجني من الشوك العنب) هذا وطنكم وعليكم تحري المعلومة الدقيقة وان لا تلقوا الكلام على عواهنه فيصيب الناس بالاحباط والخراب والحقد، ولا يجوز الحديث عن اجهزة الدولة بهذا الاسفاف والصفاقة من قبل كائن من كان لانه لا من مصلحة المتحدث ولا المستمع هز ثقة الناس بمؤسساتهم بغية التخريب والانتقام فاذا كان لك ثأرٌ شخصي من احد فهذا شأنك ولا علاقة لنا به، فلا تجعل من الوطن عدوك واتقي الله بالنساء والاطفال الذين تتباكى عليهم ليل نهار...وصيتي ان كنتم حريصين على الوطن فليسلم من سمومكم وإشاعاتكم ...وهنا الوم الحكومة التي تفتح المجال لحدوث اخطاء يتصيدها هؤلاء الناعقون.