دار حديث موسع عبر الشاشات واللقاءات وغيرها عن التعليم في الأردن واعتراف الدولة الفلانية وتحفّظ الدولة العلانية ومع كل هذا الضجيج والصخب الدائر يبدو السؤال الأبرز للمتحاورين عبر الفضاء أو الورق أو وجه لوجه من أين تخرجتم ومن الذي أهّلكم لخوض هذه الحوارات ألم تكن مدارس أو معاهد أو جامعات أردنية؟
نعترف أن هناك تراجعا واضحا في مختلف المجالات في الأردن وإن كان من أسبابه الرئيسة غير المادية جدلية الهوية الوطنية في الأردن فنحن لا ننكر جهود المهاجرين الأوائل في تحسين المستوى التعليمي في الأردن عندما كانوا يمرون بضائقة على مختلف النواحي فكان إخلاصهم في عملهم دافعه تثبيت أنفسهم على الساحة وأن يحظوا بمكانة مميزة عند أهل كل بلدة وعندما تأهل أبناء الوطن و حاولوا الأخذ على عاتقهم قيادة مركبة التعليم والنهوض بالوطن تصدت لهم تلك الجموع المهجرة وقد امتلكت بعد العلم المال فحولوا مع ما استطاعوا تحويله في الأردن العزيز إلى بيزنس أي تجارة وأفقدوا المجتمع ذروة إنسانيته وتماسكه وعملوا على تفكييك منظومة التعليم والقيم و بلغت الذروة في تسعينيات القرن الماضي بعد غزو الكويت.
إن التراجع الذي حصل في مختلف نواحي الحياة سار وفق برنامج مدروس يهدف إلى تذويب وتشتيت الهوية الوطنية الأردنية من خلال زرع عدم الثقة بالنفس وإظهار الأردني أنه الأضعف في هذا المحيط ليخجل في النهاية من ذكر اسمه ويختفي الوطن والاسم ليحل محله مجاميع لا يعني لها الوطن شيئا الا بمقدار ما تحصل عليه من مكاسب مادية.
لذا ومن هذا المنطلق الواجب ثورة بيضاء من قبل أبناء الأردن المخلصين كافة للمحافظة على وطنهم ومؤسساته كافة قبل فوات الأوان ونستيقظ على حلم أنه كان لنا وطن وعلى الأردنيين الذين اتخذوا غطاء لمنظومة الفساد التي تنخر بكافة مؤسسات الوطن أن يصحوا من غفوتهم ويدركوا أنهم عبارة عن حصان مستأجر سيطلق عليه الرصاص أو يرمى على قارعة الطريق حال الانتهاء منه عندها لا ينفع الندم... والحديث يطول في هذا الأمر
إلا أن المختصر والمفيد للأردن والأردنيين إعادة زرع الثقة بينهم والتفافهم حول وطنهم واستيعاب الجميع فما من أردني هتف وخرج إلى الشارع إلا من غيرة وحرص على الوطن وما من أردني التفّ على الفاسدين الإرهابيين إلا من عوز وفاقة
لكن بذرة الخير موجودة في داخله إياكم من قتلها
نعم لحوار وطني هادف وبنّاء يكون الكل شريكا وفعالا به لأن الأمر يهم الجميع فلا يقول أحد أن هذا الأمر لا يعنيني.