2024-05-29 - الأربعاء
وزيرة الثقافة تعلن بدء مهرجان جرش في 24 تموز القادم nayrouz الدوريات الخارجية: خيمتان في المدورة والشيدية لاستقبال الحجاج nayrouz اطلاق نتائج مسح الموازنة المفتوحة لسنة 2023 الأربعاء nayrouz النفط يرتفع مع التوقعات بإبقاء أوبك+ على تخفيضات الإنتاج nayrouz انطلاق الأسبوع الثقافي التونسي الأردني الأربعاء nayrouz مشروع قرار جزائري لوقف الحرب على رفح أمام مجلس الأمن nayrouz الاونروا: الدول المانحة استأنفت التمويل باستثناء أميركا وبريطانيا nayrouz الخارجية تدين بأشد العبارات استهداف إسرائيل خيام النازحين في رفح مجددا nayrouz لجنة المنظمات غير الحكومية الاممية تستأنف دورتها nayrouz دار الحسام تستضيف الشوبكي للحديث عن الحياة السياسية والحزبية nayrouz بعد جلسة مغلقة .. مجلس الأمن يناقش ملف غزة الأربعاء nayrouz طقس دافئ حتى الجمعة وارتفاع الحرارة السبت nayrouz كريستيانو رونالدو يحقق إنجازين بارزين مع النصر nayrouz تشافي يرد على قرار إقالته من برشلونة برسالة مؤثرة nayrouz وظائف شاغرة لدى مؤسسة المتقاعدين العسكريين nayrouz اضائة وتحليل على مقابلة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد مع قناة العربية nayrouz ما مقدار الوقود الذي تحرقه طائرة بوينج 747 في الدقيقة؟ nayrouz اليمين الهولندي يهدد بإشعال الصراع" داخل الاتحاد الأوروبي" nayrouz توتنهام يعلن تجديد إعارة فيرنر من لايبزيغ nayrouz 4 نصائح لتعزيز ذكاء الطفل في العصر الرقمي nayrouz

صرخة مقدسية للملك الهاشمي عبدالله الثاني عنوانها: القدس في خطر

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
نيروز الاخبارية : 
د. لؤي بواعنة

نكاد نجزم بأن الوضع في القدس يزداد خطورة وسخونة مع المتطرفين اليهود، بل مع الحكومة الإسرائيلية يوما بعد يوم. كما تسعى الحكومة الإسرائيلية جاهدة لاستفزاز المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة من خلال الاعتداء الصارخ على حرمة الأماكن المقدسة بشكل شبه يومي وصولا لحالة بعينها لفرضها  بالقوة على العرب والمسلمين هناك، مستغلين بذلك ضعفهم وانشغالهم باضطراباتهم واقتتالهم الداخلي وانقسامهم وفرقتهم الممنهجة و المخطط لها .وتكاد تكون تلك الممارسات تحديدا في  أيام جمع الرحمن وأعياده مقصودة ومبرمجة بشكل اكبر،مما يعني انها  تشكل تحديا واضح للعرب والمسلمين جميعم وليس لجماعة او فئة منهم، فهي قبلة المسلمين الأولى جميعهم. كما وتأتي تلك الاستفزازات لمشاعر المسلمين متزامنة مع معرفتهم بالموقف الأردني والفلسطيني الرسميين من صفقة القرن، والرافض لها جملة وتفصيلا، وخاصة بعدما تأكد لأسماع الأمريكيين والاسرائيليين - بعد فشل زيارتي كوشنر للمنطقة -إصرارالملك عبدالله الثاني وثباته على موقفه المتمثل بحل الدولتين، وأن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية على ترابها الوطني،.والمحافظة على الوضع القائم للقدس دون المساس بخصوصية الدور الأردني فيها وإشراف الأوقاف الإسلامية على المقدسات الإسلامية. 

  تاتي أهمية الموقف الأردني فيما يتعلق بالقدس تحديدا لأسباب كثيرة جدا منها: خصوصية العلاقة الأردنية الفلسطينية، والوصاية الهاشمية على المقدسات تاريخيا والمقره فلسطينيا وعربيا واسلاميا، وكذلك صعوبة استحالة تجاوز الأردن في اي حل أو اتفاق- حيث كانت القدس جزءا من إلاردن بعد وحدة الضفتين واحتلتها إسرائيل عام ١٩٦٧م - ولمعرفتهم بأهمية الأردن ودورها المحوري، وبموقفها الثابت وإصرارها على تطبيق القرارات الدولية، وعدم الاعتراف بالقدس كعاصمة لدول إسرائيل، بل اعتبارها مدينة محتلةوعاصمة لدولة فلسطين. 

     لقد زادت وتيرة وحجم الاعتداءات والاستفزازات اليهودية ضد  الفلسطينيين والمقادسة في الحرم القدسي وداخل المسجد الأقصى، وعلى مداخله، وبرز ذلك مؤخرا وبشكل واضح وسافر للغاية  في  اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك ، بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد ومضايقتهم  أثناء الدخول وايذائهم،والتعمد بإدخال المستوطنين من باب المغاربه عنوة وتحت الحماية المسلحة. وما ذلك برايي الا عملا مقصودا ومخطط له ، واستفزازيا في الوقت نفسه لمشاعر العرب والمسلمين في هذه الأيام الفضيلة. وما ذلك إلا رسالة تود الحكومة الإسرائيلية ايصالها مؤداها، أننا الأقوى ونستطيع فرض ما نريده أمام الجميع، وأننا نحظى بتاييد  و بمباركة أمريكية وربما إقليمية، دون أن يحرك اياكم ساكنا. لعلمهم المسبق ان جميع العرب في غفلة من أمرهم، وفي ظل تسابق البعض للتقارب من دولة إسرائيل  بحجج وذرائع مختلفة، وسيسجل التاريخ ذلك ، ولو بعد حين، وسيكتب التاريخ العام والخاص  لعبدالله الثاني  موقفه التاريخي وتشبثه بالقدس بالحفاظ على مقدساتها ورعايتها، وعدم التفريط في الدفاع عن عروبتها ورمزيتها الدينية ،رغم كل الضغوط والتحديات الإقليمية والدولية السياسية والاقتصادية منها، والمغريات للتفريط والتنازل عن الدفاع عنها،إلا أنه يأبى ذلك. 

   اما المشهد السياسي الثاني المتعلق بالتطور الإسرائيلي الأكثر خطورة اتجاه المقدسات الإسلامية ، فيثمثل بالموقف  السياسي للحكومة الإسرائيلية والذي برز بتصريح وزير الأمن الداخلي(اردان) في الثالث عشر من أغسطس الحالي والذي دعا من خلاله إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس عما كان عليه منذ عام ١٩٦٧م، بالاتفاقيات وليس بالقوة، ليتمكن المستوطنين اليهود من أداء طقوسهم التلمودية في الحرم القدسي ويقصد بهذا التصريح المتعلق بتغيير الوضع القائم للقدس (اي إدارة المقدسات والمسجد الأقصى المبارك فيها والمناطة مسؤوليته  بالاوقاف الإسلامية في القدس)، والذي يعد  تصريحا خطيرا وكارثيا للغاية في معناه وتطبيقه وأثره المستقبلي على القدس والقضية الفلسطينية والمسلمين بعامة لرمزية القدس الدينية وأهميتها، وكذلك أبعادها السياسية بالنسبة لحل القضية الفلسطينية. إذ يعني  هذا بالنسبة لهم السعي لأن تؤول إدارة المقدسات للاسرائيليين بالسياسة او بالقوة.والسماح لهم بالصلاة فرادى وجماعات بحجة مزاعم  وهمية، وادعاءات بوجود احقية دينية تبيح لهم  ممارسة طقوسهم في هذا المكان. وهذا يعني ان (ارادن ونيتنياهو) يستعملان الدين لتغيير واقع سياسي وتكريس وتعميق الاحتلال عبر إحكام السيطرة على أولى القبلتين وعلى القدس الشريف. وهذا امر مرفوض عربيا وإسلاميا وفلسطينيا واردنيا بشكل خاص بحكم الوصاية التاريخية،وسيدافع الجميع للحيلولة دون وقوعه بحكم العقيدة والتاريخ بشتى الطرق مهما كان الثمن غاليا، لأنه لا يوجد أغلى من القدس للدفاع عنها، فهي كمكة المكرمة بالنسبة للمسلمين.. 

لقد جاء الرد الأردني على التصريح الإسرائيلي المتعلق بتغيير الوضع القائم للقدس بشكل مباشر وسريع من خلال الطرق الدبلوماسية المعهودة ممثلا بوزارة الخارجية باستنكارها تلك التصريحات، ورفضها رفضا مطلقا ومباشر وصريحا ، والتحذير من محاولة المساس بالوضع القائم للقدس  (تاريخيا وقانونيا )، داعيا إسرائيل كقوة احتلال للوفاء بالتزاماتها القانونية والدولية والإنسانية، واحترامها للوضع القائم المقدسات. وان الوضع القائم هو وضع احتلال قسري والمسجد الأقصى بكل باحاته وساحاته هو  مكان صلاة للمسلمين فقط دون غيرهم. وعلى الرغم من جدية الرد الأردني  وسرعته استنكارا واستهجانا، إلا أن القدس تحتاج منا بحكم التاريخ والجغرافيا والوصاية الأكثر والاضخم والاصخب على مستوى ردة الفعل، والتنسيق العربي والإسلامي والشعبي والإعلامي ، والتنديد على المستوى الدولي والاممي على الرغم من تخاذل الموقف العربي واستكانته. 

اننا نجزم اليوم ونؤكد على أن الممارسات اليهودية الاستفزازية في المسجد الأقصى، ومحاولة تغيير الوضع الحالي وخلق واقع جديد، لن ولن تنحج في القدس لعوامل عدة: في مقدمتها مرابطة المقادسة على أرضهم واستماتتهم في الدفاع عنهابدمائهم الزكية ، مع إيمانهم  المطلق  وتعويلهم على الدور الأردني الهاشمي التاريخي والديني المتمثل بالوصاية الهاشمية على المقدسات قولا وعملا، منذ عهد الشريف الحسين بن علي وتبرعه السخي لاعمار المقدسات، ورفضه التفريط باي جزء منها . مرورا بعبدالله الأول ورفضه سياسة التهويد واستشهاده على أبوابها مرورا بالحسين بن طلال ودعمه الكامل للقدس والفلسطينيين، حتى عبدالله الثاني ووصايته الهاشمية عام ٢٠١٣، ورفع صوته عاليا في وجه اعلى  قوة سياسية وعسكرية ب'لاءاته الثلاث..' في مقدمتها لا للقدس الا عربية إسلامية مسيحية. وعاصمة لدولة فلسطين..وما هذا الدور التاريخي الذي يقوم به عبدالله الثاني الا تأكيدا ورفضا لصفقة القرن التي تخطط إسرائيل وامريكا لتمررها.،لكننا بالاصرار والثبات على المواقف رغم الضغوط والفقر والجوع ومحاولة التركيع وخلق الاضطرابات والاشاعات، واستخدام كل الوسائل لإرضاخ الأردن، فما زال ثابتا على موقفة غير متزحزح قيد انملة.لكن الأردن في النهاية دولة بسيطة كغيرها من الدول لها طاقة ودرجة من التحمل ومساحة تمكنها  للحركةليس إلا... فهي بحاجة لدعم عربي واسلامي حقيقي لا  مجرد مزايدات، بل مواقف سياسية شجاعة، ليتكمن من إغاثة الفلسطينين المرابطين في القدس،وما إشارات المفتي العام للقدس للأوضاع الصعبة هناك والتأكيد على الوصاية الهاشمية وتاريخيتها وأهميتها وانفرادها في العالم الإسلامي على القدس، الا استغاثة مقدسية بعبدالله الثاني لانقاذ القدس مما تمر به ورفعا لظلم اليهود عن أهلها، وما هذه الاستغاثة إلا تكرارا لاستغاتهم بالملك عبدالله الأول عندما داهمها اليهود في أيار عام ١٩٤٨ مما حال دون سقوطها، عندما لبى ندائها،لماذا، لانها القدس وما تعنيه القدس بالنسبة لهم، انها الشرعية والوجود... .

فهل من صرخة هاشمية مدوية في المحافل الدولية والأمم المتحدة ومراكز صنع القرار ..... تتحدى وتفضح فيها تلك الممارسات والمضايقات  الإسرائيليةالمتطرفة والمتغطرسة!! المتجاوزة لكافةالاتفاقيات والمواثيق الدولية و الحقوق الدينية للعرب والمسلمين في القدس، بحيث تعري فيها دولة الاحتلال ومن يقف معها ويؤيدها، مستغلا بذلك ومستعصما بما أوتي من شرعية تاريخية وهوية إسلامية ووصاية هاشمية أصلها إرث عظيم اكتسبه من جده نبي الأمة والشريف الحسين بن علي عندما قام بثورته الكبرى متسلحا بميثاق دمشق عام ١٩١٥ عندما فوضه أحرار العرب للتكلم باسمهم وتحقيق وحدتهم وحريتهم، فسجل التاريخ له حفاظه على أرض فلسطين والقدس. وسيسجلها بعون الله لعبدالله الثاني من بعده تاريخا وعزا وشرفا مؤزرا بالاصرار والعزيمة والثبات. 


أكاديمي /جامعة البلقاء التطبيقية
whatsApp
مدينة عمان