عاد الهدوء إلى مدينة الرمثا امس الأحد، بعد ليلتين من الاحتجاجات تخللهما أعمال شغب فيما ردت قوات الدرك بإطلاق الغاز المسيل للدموع.واحتج فيها مئات الشباب على قيام الحكومة باتخاذ قرارات تشديد على معبر جمرك جابر.
وعملت آليات بلدية الرمثا منذ ساعات الصباح امس على إزالة مخلفات الأنقاض، وتبين وجود أضرار جسيمة في ممتلكات البلدية.
رئيس بلدية الرمثا المهندس حسين ابو الشيح اكد ان كوادر البلدية منذ فجر امس عملت على اعادة الامر على ما كانت عليه مشيرا الى تنظيف الشوارع وفتحها بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية.
وكانت تجددت أعمال الشغب في مدينة الرمثا رغم الاجتماع الذي عقد بين ممثلي الحكومة ووجهاء مدينة الرمثا، مساء امس الاول السبت، والذي نص على إنهاء جميع أشكال التصعيد.
وأغلق محتجون الشارع الرئيس في المدينة بالحجارة والإطارات المشتعلة، فيما أطلقت قوات الدرك الغاز المسيل للدموع باتجاه المحتجين. وفي وقت لاحق انسحبت قوات الدرك من شوارع مدينة الرمثا.
واستنكرت شخصيات وفعاليات في مدينة الرمثا تصرفات خارجة عن القانون تصر فئة محدودة من أبناء المدينة على الاستمرار بها، وبما يهدد حالة الأمن ويضر بالممتلكات العامة، رغم الاتفاق مساء امس الاول على إنهاء جميع أشكال الاحتجاجات والتصعيد.
وعقب النائب خالد ابو حسان حول الاحداث قائلا هي أعمال شغب نتيجة قرارات الحكومة على خلفية تهريب الدخان، مشيرا إلى أن مدينة الرمثا تجارية وتقع على الحدود السورية واستفاد منها الكثير من التجار في الأردن وسوريا.
وعبر أبو حسان عن رفضه لسياسة التهريب بجميع انواعها، مؤكدا أن إجراءات الحكومة فيما يتعلق بالتهريب وصلت لمرحلة من التوافق ما بين الحكومة والتجار.
وقد أكد العديد من أهالي الرمثا، وتحديدا التجار، رفضهم لسلوكيات التهريب لأية مواد ممنوعة، وفي مقدمتها الدخان والاسلحة والمخدرات، والتي تضر بمنظومة الأمن المجتمعي والاقتصادي والأمني للأردن، مؤكدين أن الرمثا، التي تشكل منطقة تجارية في شمال المملكة، كانت ولازالت وستبقى حريصة وأهلها على مصلحة الوطن وأمنه.
وعبرت عدد من الشخصيات في المدينة عن استهجانها الشديد ورفضها لحالات الاعتداء على رجال الأمن، وعلى مركبات تعود لقوات الدرك بالزجاجات الحارقة، واستخدام السلاح، في مظاهر خارجة عن القانون ومرفوضة جملة وتفصيلا، ولا تعكس أخلاق أهل الرمثا وتعاملهم مع منتسبي الأجهزة الأمنية، الذين هم إخوان لهم، واستنكروا التعدي على قوات الأمن وانه تجاوز للخطوط الحمراء، مطالبين بفرض هيبة الدولة.
وأكدت رفضها لأية أعمال تخل بالاتفاق أو تخرج عنه، بعدما جرى الالتزام به خلال اجتماع ضم وجهاء المدينة وممثلين عن الجهات الحكومية المعنية، وبحضور ممثلي الأجهزة الأمنية.
واكد بحارة ان سلامة الوطن قبل كل شيء، لافتين الى انهم يعانون سوء الاوضاع الاقتصادية منذ إغلاق المعبر الشمالي اكثر من 8 سنوات بسبب الازمة والحرب في الشقيقة سورية.
عضو مجلس محافظة اربد محمد خير الخزاعلة اكد ان مدينة الرمثا عانت خلال 8 سنوات الامرين، مؤكدا ان جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته للرمثا قال» الرمثا بلد العطاء والرمثا بلد معطاء «، واكد ان ابناء الرمثا كغيرهم من ابناء الاردن يؤمنون بالحفاظ على وطنهم. وطالب المهندس صالح ذيابات بالتراجع عن القرار التي اتخذته الحكومة.
واكد مواطنون ان سبب الاحتجاجات ليس كروز الدخان بل هو التشديد على العاملين على خط الاردن سورية من خلال مركز حدود جابر، مشيرين الى منع ادخال الخضار والفواكه والحلويات والالبسة والاحذية وغيرها مما تسمح به الحكومة من خلال معابر جمركية اخرى.
كما أعرب عدد من أبناء الرمثا عن تقديرهم لمنتسبي الأجهزة الأمنية الذي تواجدوا في الميدان في سبيل الحفاظ على أمن المواطنين والممتلكات العامة في المدينة، ومنع تطور الأمور إلى مراحل تصعيدية يرفضها الجميع.
بيان اهالي الرمثا حول الملثم
وفي بيان صادر عن أهالي مدينة الرمثا حول الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي ظهر فيه شاب « ملثم « يطلق النار بشكل عشوائي ؛ اكد أهالي مدينة الرمثا كل البراءة من هذا الشخص، واكدوا انه من المستحيل ان يتم توجيه الرصاص على اخواننا وابناء عمومتنا واهلنا من ابناء الدرك حُماة الوطن.
وقالوا: ندرك ونعي تماماً ان الدركي اخونا وابن عمنا ونقدره جميعاً كابناء لهذا الوطن الصامد والعزيز، ومُطلِق النار ليس منّا ولا احد من ابناء الرمثا تعرف على شخصيته حتى اللحظة وان تم معرفته سوف يتم التبليغ عنه فوراً واعلام الأجهزة الأمنية عن هويته ومكان تواجده أيضاً، لان مثل هذه الأفعال نعتبرها تشويها لصورتنا وتحييد لهدفنا المنشود، لاننا ابناء الرمثا ندرك تماماً مدى خطورة ما اقدم عليه « الملثم» المجهول الهوية.
الفيديو الذي ظهر فيه الملثم واضح النوايا والهدف، ولا يخفى على كل من شاهده ان هدفه هو إشعال فتيل الفتنه بين ابناء الشعب الواحد ويتضح ذلك من طريقته وتوجيهه للسلاح، ولا ننكر لطف الله سبحانه وتعالى انه لم يصاب اَي احد بهذه الحادثة التي لا تمت لأهل الرمثا بصله لا من قريب ولا من بعيد.
ونوجه رسالة شديدة اللهجة الى كل من تسول له نفسه بالعبث في امن الاردن واستقراره ان الرمثا جزء لا يتجزأ من تراب الاردن الحبيب وان أهالي مدينة الرمثا لكل الحاقدين بالمرصاد ولن نتوانى كما سابق عهدنا عن الدفاع عن امن الاردن واستقراره ولو كلفنا ذلك ارواحنا فالاصطياد في الماء العكر يفشل في الرمثا لوعي ابنائها وإدراكهم لما يفعلون.
ونعتذر شديد الاعتذار من جميع اخواننا رجالات الدرك الأحرار من ما بدر منا، لكن فلتعذرونا فهذا فيض من غيض وكلنا ابناء هذا الوطن في خندق واحد.