منذ سنوات وسنوات وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأردنية الحكومية لم تتم أي زيادة على رواتبهم، حيث تآكلت رواتبهم نتيجة للتضخم وارتفاع كلفة المعيشة ومتطلباتها، وبمقارنة رواتب أعضاء الهيئات التدريسية بمثيلاتها في الدول المجاورة والعالم نرى ان رواتبهم منخفضة، ولا تفي بمتطلباتهم المعيشية، وهذه الطبقة من أساتذة الجامعات يحملون على عاتقهم صناعة النشء والإنسان، وادوارهم ممتدة خارج غرف الصف والمحاضرات، ولا تنتهي بخروجهم إلى بيوتهم، وكلنا نعرف أنه يطلب منهم مهام كثيرة سواء في اللجان داخل جامعاتهم او خارجها وخدمة المجتمع، ومطلوب منهم التحضير والمتابعة وإدارة الإمتحانات وتصحيحها وتقييم الطلبة، إضافة لمتطلبات البحث العلمي ونشر الأبحاث العلمية، وكذلك المساهمة في تقييم الرسائل الجامعية والأبحاث وغيرها من المشاريع البحثية والعلمية وقائمة لا تنتهي من المتطلبات والجهد لعضو هيئة التدريس، تستنزف جل وقته سواء في جامعته او بيته، وبالنتيجة فإن عضو هيئة التدريس ليس لديه مجال إلا الإعتماد على راتبه! وكما أسلفت فالراتب لم يعد يكفي، فمتطلبات الحياة من سكن ومعيشة وتدريس الأبناء والواجبات الإجتماعية وغير ذلك بازدياد، وكلنا نعرف أن غالبية أعضاء هيئات التدريس عليهم قروض للبنوك وما يتبقى لا يسد الرمق أحيانا، وليس لهذا فقط يجب زيادة رواتب أعضاء هيئات التدريس، بل من أجل سمو وأهمية المهنة والرسالة التي يحملونها، وكذلك لزيادة الدافعية لديهم وحصر اهتماماتهم في عملهم الأكاديمي وعدم التأثر والإنشغال بمتطلبات الحياة، ونقطة أخرى مهمة كلنا نعرف ونشاهد هجرة أعداد كبيرة من خيرة أعضاء الهيئات التدريسية في جامعاتنا الأردنية والسبب مادي بحت، لأنهم يحصلوا على أضعاف رواتبهم في الأردن، وقد يقول قائل إن ذلك فيه مصلحة من حيث إدخال العملة الصعبة، وهذا رأي قاصر في مقابل الإستفادة من الأساتذة المتميزين في جامعاتنا وكسب عقولهم وخبراتهم وتميزهم لصالح ابنائنا الطلبة، أمل المستقبل، ففي حسابات التعليم واقتصادياته المردود مضاعف على المدى البعيد.
الأمل كل الأمل أن تنظر الحكومة بجدية لمطالب وحاجات أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية، وأن تقر لهم زيادة مناسبة، ومنحهم حوافز وقطع أراضي بأسعار تفضيلية للبناء والسكن، ولا تستغربوا ففي بعض البلدان التي تحترم الأستاذ الجامعي تخصص قطعة أرض لمن لا يملك للسكن أو الإستغلال، إضافة لامتيازات أخرى كثيرة، وقد سمعت عن تشكيل لجان وإجراءات تصعيدية يتبناها البعض في إحدى جامعاتنا الرسمية، وهذا ما لا نريده من أجل هيبة وجلال مهنة الأستاذ الجامعي، والأصل أن تأتيهم الحكومة وتبحث عن متطلباتهم وتلبيها لا أن يأتوها طالبين!… .حمى الله الأردن.