نيروز الاخبارية : بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
هناك جهود مقدرة تبذلها الدولة بكل مؤسساتها لتأمين الصحة والتعليم لابناء المجتمع من أجل تخفيف معاناتهم وتقديم افضل ما هو موجود لكن كل مرة نكتشف ان هناك عوار وخلل يهز الضمير ويحيي في نفوس الفقراء والمعدمين الحقد الطبقي خصوصا عند اجراء مقارانات بين ميسوري الحال وعامة الشعب، في التعليم والصحة. سنة الحياة ان تكون هناك فروقات في مستوى المعيشة والدخل والغنى والفقر ولكن كل الدول التي تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية نأت بقطاعي الصحة والتعليم عن القياسات المتصلة بالقدرة المالية للاشخاص فأصبح موضوع الصحة والتعليم يلغي الفوارق الطبقية ويجعل الناس في ميزان واحد لا تمييز بينهم. الاردن دولة تتبع نظام اقتصاد السوق والحرية مطلقة لكل مجتهد ان ينمي ثروته بجهوده وهنا اتحدث عن النشطاء في الاقتصاد والفكر ولا اتحدث عن الفاسدين الذين نمت ثرواتهم بتجاوزهم على القانون، لذلك هناك اثرياء وهناك فقراء وهذا وضع طبيعي وموجود في كل المجتمعات. اليوم اصبحت قضايا الصحة والتعليم تزيد من حدة الانقسام الطبقي في المجتمع فنجد الفقراء يعانون بشدة من هذا الواقع سواء في تأخير تقديم الخدمة الصحية او حتى مستوى التعليم، وسيؤدي ذلك الى خلل واضح في المجتمع وزيادة السخط وانعدام الثقة. الحكومة تحتاج خطوات جريئة بمدة زمنية محددة تلغي من خلالها هذه الفوارق بالعمل على تأميم قطاع الصحة والتعليم بالغاء التعليم الخاص والمستشفيات الخاصة وتملكها بعد عمل تسويات تحفظ حقوق الملاك، وادارة هذه المرافق من خلال القطاع العام او شركات عامة مساهمة، شريطة المحافظة على مستوى الخدمات المقدمة، قد يبدو هذا الحل صعبا ولكنه ليس مستحيلا إذ تستطيع الدولة استملاك المستشفيات الخاصة والمدارس للنفع العام مقابل التعويض على ان تعمل على رفع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية افضل مما هو قائم. قطاعات الصحة والتعليم والنقل من أهم القطاعات التي يجب ان تتحقق فيها المساواة والعدالة الاجتماعية، بين المواطنين من حيث تقديم الخدمة وباسعار مقدور عليها أو فتح هذه المرافق امام الناس جميعهم على ان تتولى الدولة تحمل نفقات العلاج والتعليم فيها. الفائدة المرجوة من تأميم القطاع الصحي الخاص والتعليم الخاص هي خلق حالة من الثقة بالنفس وتحقيق العدالة الاجتماعية وسد ثغرة ينفذ منها كل الحاقدين ومروجو الاشاعات، كما تكفل اتاحة الفرصة للجميع بالتعليم والصحة دون تمييز بين القادرين والفقراء، ويمكن الاستفادة من تجربة الدول المتقدمة في هذا الاطار "بريطانيا انموذجا" هذا المقال سببه مشاهدتي لشخص يبكي على التلفزيون الاردني واخر طلب صورة رنين فتم تأجيلة لمدة عام وهناك قصص مؤلمة وكثيرة، ومع ذلك لا نقلل من قيمة الانجازات في قطاعي الصحة والتعليم لكن علينا أن نحذو حذو الدول المتقدمة مثل المانيا وفنلندا التي الغت تدخل القطاع الخاص في الصحة والتعليم. استاذ العلوم السياسية جامعة البترا
Read more at: http://watananews.net/jonews/watana-oponion/243522.html#.Xff2FD5R3IW