الشيخ المرحوم ضيف الله الكعيبر يطوي صفحة حافلة بالمجد, مليئة بالإنجازات, صفحة تاريخية ناصعة, تحتفظ بها قبيلة السرحان العريقة, إلى يوم الدين, جمع الرجل الحنكة والحكمة والقيادة والصبر, وفراسة البادية, وفروسية الشجعان, صحيح أنه قائداً اجتماعياً مميز, وله حضور دائم, وإطلالة زاهية, ولكنه في نفس الوقت قامة وطنية, تركت فراغاً سياسياً في المنطقة, وكان له رأي وازن في أحداث الساعة, ومواقف خالدة, صقلته الحياة, واشتد ساعده بخشونة البادية, كان قوي المكسر, صعب الانقياد, اتكأ على إرث عريق, استظل تحت شجرة طيبة, نشأ وترعرع في بيئة نادرة المطر, فتغذى على حبات الندى, حتى تحورت أوراقه إلى أشواك قاسية, في مجتمع قبلي يمتاز بالصلابة, وقوة المقاومة, لكنه استمر كملح الأرض لا يطيب الطعام إلا بوجوده.
أبو منور ... سلامٌ عليك يوم ولدت, وسلامٌ عليك يوم موتك, وسلامٌ عليك يوم تبعث حياً, لك الدعاء برحمة الله, وجنة الفردوس, مع ثلة من الأولين على سررٌ مرفوعة, ندعوا الله عز جلاله أن يتغمدك بالعفو والمغفرة, وأن يمنح أهلك وعائلتك وقبيلتك, ومحبيك فضيلة الصبر, قال تعالى: ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)) صدق الله العظيم
صحيح أن قبيلة السرحان فقدت أحد فرسانها, ولكن تلك القبيلة العريقة ستبقى كالأرض الخصبة, غنية بمعادن الرجال, وبعذوبة مائها, وصفاء نبعها, واستمرار مجدها, ومواصلة تاريخها العريق, وبروز فرسانها الشجعان, الذين سيملئون الفراغ, ويقودون المسيرة, لتستمر الراية عالية خفاقة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.