عن عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كُلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته ..." .
على ضوء الجائحة التي يعاني منها العالم أجمع ، والتي أرهقت الدول في سرعة إنتشار فايروس كورونا بين الناس ، فقد إستهليت مقالي هذا بالرُعاة لأنهم قادة الدفاع لمقاومة هذا الفيروس كون القضاء عليه لايكون بالجيوش أو السلاح ، كونه منوط به العناية بجماعته وهو المسؤول عنهم ، فالراعي هو الحافظ المؤتمن لرعيته وهو من أُوكل اليه تدبير الشئ وسياسته وحفظه ورعايته والملتزم بصلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره وتوجيه الرعية وضبطهم ، فالرُعاة هم قادة الدفاع في هذه الجائحة ، والرُعاة المشار إليهم في هذا المقال هم أربابُ الأُسرّ ، فربُ الأسرة اليوم وبصفته راعٍ لأُسرته تقع عليه واجبات وإلتزامات لمواجهة هذه الجائحة وكأنه قائداً لسَرية جيش ، فيجب أن يلتزم بحفظ أسرته ورعيته من الإصابة بهذا الفيروس وذلك بضبط أفراد أسرته ورعيته بإلتزام البيت وعدم الخروج حفاظاً وسلامةً لهم وبذلك يحقق نصراً على عدوه الخبيث المُتسلل ، ويقع عليه أيضاً واجب ترشيد الإستهلاك من خلال تحديد الحاجيات الأساسية وحجمها دون تبذير كون الغذاء والدواء أحد أهم العناصر في هذه الحرب فداومها متعلق بوعي الرعية بضوابط الإستهلاك ، وتوعية رعيته أيضاً وتثقيفهم بعدم نشر الإشاعة والإنصات إليها ، ويقع على عاتقه بث الأمان والسكينة في قلوب رعيته لكي لا يتسلل الرعب إلى قلوبهم ، وتوجيه رعيته بأن الالتزام بالتعليمات هي خطة الدفاع الوحيدة عن أرواحهم وهي واجب وطني وإنساني وإن أي خرق أو تطاول على تعليمات الراعِ سيهدد حياتهم وحياة الآخرين ، وإن هذه المعركة لن يخرجو منها إلا بالتسلح بالثقافة والوعي واتباع التعليمات وضبط النفس والفعل والصبر على النتائج ، فإما أن يفتكوا بالفيروس وإما أن يفتك بهم والنتيجة مرتبطة بالإنصات والتنفيذ عن كل ما يصدر عن الراعِ .