نتابعكم لحظة بلحظة ويوماً بيوم، ونقف عند كل رمز تمثلونه، وكل جهد تبذلونه، وتعجز كلماتنا وعباراتنا أن ترد لكم بعض الجميل الذي تقدمونه للوطن والأهل، نقف عند الاسم الذي يريح القلب ويبعث الأمل "الجيش العربي"، وعند الشعار الذي ترتدونه والذي يجسد قيم الجندية ونواميسها وكبريائها، وعند الرسالة التي تحملونها، رسالة الحق والعدل والانسانيه، ونطوف معكم في كل ارجاء الوطن سهوله وجباله وهضابه، فنجدكم المرابطون الصابرون الصامدون المحتسبون، ويوم المحن والشدائد وفي كل الاوقات تنبض القلوب باسمكم وحبكم وجميل خصالكم، فهذا هو تاريخ الجيش العربي وهذه سيرة رجاله الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه، رجال في كل المواقف، أهل رسالة وفرسان مبدأ، ما أعظم وابهى فِعالكم وأنتم تسيجون الوطن بأهداب عيونكم، وتفتدونه بمهج أرواحكم، تاريخ ترسمون فصوله كل يوم بالقوة والمنعة والانسانيه، والود والخلق الكريم، من النهر الى البحر ومن الصحراء الى السهول والروابي وفي ميادين الشرف، والنسور في سماء الوطن يحلقون وعيونهم ترقب كل شبر من ثراه الطهور، والكل يقول "إبشر يا وطن"، ما لانت عزائمكم، وما تنازلتم عن قيم الجندية، اينما حللتم وحيثما ارتحلتم، وسيكتب التاريخ عنكم ولكم بأنكم الوطن كله، والوطن أنتم، أبطال المعارك وحماة الأمن والاستقرار وعنوان التضحية والشهادة، وبناة الوطن تستعدون في تدريباتكم وخططكم وبرامجكم وتمارينكم لكل الاحتمالات وكافة السيناريوهات التي تحاكي الحاضر والمستقبل والتوقعات المحتملة وغير المحتملة، وهذا ما تجسدونه اليوم، حيث ينفذ الجميع وبصمت، الجنود والقادة وبكل احتراف وتميز كافة المهام والواجبات التي اوكلت لهم في هذه المعركة التي ربط جلالة القائد الأعلى بينها وبين معركة الكرامة التي خاض غمارها آباؤكم واجدادكم فكلها تبين معادن الرجال والقدرة على الصبر والتحدي وتحمل أمانة المسؤولية، وكلها معارك مصير، عنوان التضحية فيها إما النصر وإما الشهادة، فما خذلتم الوطن والقائد، وكنتم على قدر المسؤولية والرجال الاشداء المبادرون القادرون على أن يقولوا للعالم بأسره بأن في الأردن جيشاً ترفع لهم القبعات ويقف الجميع احتراماً وتقديراً لهم على هذا العطاء الممهور بكل القيم التي تربيتم عليها أيها الفرسان، فتحية اكبار وإجلال وعرفان بالجميل لجلالة قائد المسيرة، القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي انبرى بكل شجاعة وحكمة، يشرف بنفسه على هذه المرحلة بكل تفاصيلها وحيثياتها، والتحية موصولة إلى عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي يعمل بصمت ويدير هذا الجهد مع رفاق السلاح بروح الفريق الواحد وإلى كل ضابط وجندي امتشق سلاحه ووقف شامخاً صابراً مرابطاً في كل مواقع الشرف والعز والبطوله، حماكم الله وحمى الوطن، أردن القوة والمنعة والايثار.