فتحت مراكز التسوق والمعابد في أنحاء الهند الاثنين أبوابها بعد إغلاق استمر عشرة أسابيع، رغم الارتفاع اليومي القياسي في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجدّ وتوقع ان الوباء سيزداد سوءا خلال الأسابيع المقبلة.
وجازفت الحكومة بتخفيف القيود في محاولة لتخفيف الضربة المدمرة التي سببها وباء كوفيد-19 للاقتصاد.
لكن عدد الحالات الجديدة ارتفع بواقع 9983 حالة ليصل إلى 256611 اصابة إجمالا، حسب الأرقام الحكومية المعلنة الاثنين، ما يضع البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة في طريق تخطي بريطانيا وإسبانيا ضمن الدول التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات.
وسجلت الهند 7135 وفاة أي أقل من الدول الأخرى الأكثر تضررا، ولكن من المتوقع أن يصل الوباء في الهند إلى ذروته في تموز/يوليو.
لكن خبراء عديدين يقولون إن عدد الوفيات أعلى.
وفي العاصمة نيودلهي، أعادت السلطات فتح مراكز التسوق والمطاعم والمعابد والمساجد لأول مرة منذ 25 آذار/مارس.
ومع تسليط الضوء على المدينة كواحدة من أكثر المناطق تضررا بفيروس كورونا في الهند وغداة الإعلان عن إعادة فتح الأنشطة، دخل رئيس وزراء دلهي آرفيند كيغريوال في العزل الذاتي بسبب ظهور أعراض الفيروس عليه بما في ذلك الحمى.
-عودة الاختناق المروي-
وشهدت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة الاثنين أسوأ اختناقات مرورية منذ عدة أسابيع. لكن رد فعل الناس على القدرة على التسوق والصلاة كانت متفاوتة.
وتواجد القليل من الناس في معظم أماكن العبادة.
وذهب رجل الأعمال موهيت بودهيراجا، الذي كان يضع كمامة ويحمل مطهرا، إلى المعبد في شرق دلهي للمرة الأولى منذ الإغلاق.
وقال «شعرت بأن هناك شيئا مفقودا عندما لم أستطع الذهاب إلى المعبد طوال هذه الأسابيع». وتابع «آمل أن تتحسن الأمور ولكن الآن سأعود كل يوم».
وأقامت العديد من المعابد ممرات للتطهير عند المداخل ومنعت المصلين من إحضار القرابين.
وأفاد رافيندرا غويل، أحد أمناء معبد جاندوالان، وهو أحد أقدم المعابد في دلهي «يخضع الأشخاص لاختبار درجة حرارتهم مرتين قبل دخولهم».
وينوي مسجد جامع الذي تم تشييده قبل 400 سنة، وهو واحد من أكبر المساجد في الهند، لإقامة ثلاث صلوات فقط في اليوم عوضا عن الصلوات الخمس المعتادة.
وتعين على المصلين أيضا إحضار سجادات الصلاة الخاصة بهم.
كما فرضت مراكز التسوق إجراء فحوص عند المداخل وفرض تدابير التباعد الاجتماعي في المتاجر. واقر ملاك المتاجر بأنه سيتعين عليهم الانتظار فترة لرؤية عودة مستويات العمل العادية.
ويقول ماهيندرا سينغ، صاحب امتياز للملابس في أحد المراكز التجارية «سيستمر هذا (الوضع) لمدة شهرين على الأقل، وسوف نضطر فقط للتعايش معها».
-ضربة كبيرة-
سجلت نيودلهي أكثر من 27600 حالة إصابة و 761 حالة وفاة، رغم أنّ تقارير وسائل الإعلام تذكر أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.
وتقول شاميكا رافي، أستاذة الاقتصاد التي تتم متابعة تحليل بياناتها اليومية حول الأزمة على نطاق واسع، إن وفيات نيودلهي ارتفعت «في شكل مثير للقلق».
وأمرت حكومة المدينة بإغلاق الفنادق وقاعات المناسبات لتحويلها إلى مستشفيات.
وواجهت السلطات العديد من الشكاوى من أقارب أشخاص لقوا حتفهم قبل أن تقبل مستشفيات باستقبالهم.
وتقول السلطات إنه قد تكون هناك حاجة إلى ما يصل إلى 15 الف سرير إضافي بحلول نهاية الشهر.
وتوضح رافي «يجب تزويد المواطنين معلومات في الوقت الصحيح عن مختبرات الاختبار القريبة ومرافق الحجر الصحي وتوافر سرير في المستشفى».
وتضيف أنّ «الخوف والذعر لا يمكن تبديدهما إلا من خلال التواصل الصادق».
تمثل بومباي حوالى خمس الحالات في الهند وتم تجاوز قدرة المستشفيات. وكانت السلطات في بومباي أكثر حذرا بشأن رفع القيود.
وأعيد فتح المتاجر الموجودة على جانب الطرق، لكن مراكز التسوق والمطاعم وصالونات تصفيف الشعر لا تزال مغلقة.
وتقول الحكومة الهندية إن القيود الصارمة حدت من انتشار فيروس كورونا.
لكنها تستعد الآن لتلقي اقتصادها ضربة كبيرة، مع وجود ملايين العمال بلا عمل.
وتقول وكالات التصنيف الماليّ إنّ الاقتصاد قد ينكمش بأكثر من خمسة بالمئة هذا العام بعد متوسط نمو بلغ نحو سبعة بالمئة خلال العقد الماضي.