الطريق الصحراوي هو الطريق الذي يربط جنوب الاردن بشماله وبمساحة طولية لاتقل عن 320كم ، حيث اصبح هذا الطريق كابوسا مزعجا لكل مسافر الى الجنوب وذلك لما حصد من أرواح بريئة لاحول لها ولا قوة .
فالمتجه الى الجنوب وابتداء من بعد لواء الجيزة تبدا الطريق بالانحسار والحد من المساحة القانونية للشارع وذلك بوجود حواجز اسمنتية تمنع السائق من ان يسير بشكل سليم عبر الطريق ، ويشعر المسافر بان الطريق غير مريح وغير أمن للسفر وخاصة لكثرة الحواداث المميتة التي وقعت ، فكانت نسبة الوفيات عالية جدا والاصابات لا تعد .
فهو طريق رئيسي يربط عمان العاصمة بالجنوب وهو حيوي تمر به سيارات النقل الكبيرة من والى ميناء العقبة ،وشريان الحياة للشمال والجنوب ولانه طريق دولي ايضا ،فالمطلوب من أصحاب الشان والمسؤولية إيلاء هذا الطريق جل اهتمامهم ،ولكن للاسف، حوداث مميتة تحصد الارواح كل يوم والطريق لا بواكي له لا من هنا ولا من هناك .
فكثرة الارواح التي تزهق جعلته طريق الموت ، ففي الامس كان الحادث المروع الذي أدى الى وفاة اربعة اشخاص،جراء تصادم ما لا يقل عن عشرة سيارات في منطقة ضبعة،الامر الذي ادى كذلك الى إصابة العديد من الركاب والذين بلغ عددهم خمسة عشر مصابا بالاضافة الى تحطم السيارات وتعطيل الطريق لمدة طويلة.
الطريق تنقصه الخدمات الضرورية،ومنها عدم وجود انارة ليتمكن المسافر من كشف الطريق ، وضعف في البنية التحتية التي اصبحت مستهلكة للطريق ومتهالكة ، وهي بحاجة الى صيانة ومتابعة والعمل من جديد ، إلى جانب وجود التحويلات العديدة المرورية والتي تسبب اعاقة للسائق .
الطريق من الاسباب الرئيسية للحوادث ولكن سبب رئيسي ايضا هو السائق فالقيادة بسرعة جنونية وعدم الاكتراث بارواح الاخرين وعدم الحصول على رخصة سوق تؤهلة لقيادة سيارة شاحنة كبيرة،ايضا عوامل لا يمكن تجاهلها، فعندما سالت احد السائقين ، هل انت مؤهل لقيادة هذه الشاحنة قال لي احمل رخصة سوق عمومي وعندما اتخالف ادفع عشرة دنانير...
وهل يعلم صاحب الشاحنة وهو ما اعترف به أن الخطا مشترك والاستهتار بارواح الناس متقاسم بين السائق ومالك الشاحنة .
ومن هنا فاني اطالب من الجهات المعنية بتغليظ العقوبات على السائق غير المرخص وحجز المركبة، وتحويل مالك الشاحنة الى المحكمة على اعتبار انه ساهم في جريمة أدت الى ماساة مجتمعية متكررة ومسلسل دموي لا ينقطع ، لنصبح أمام معادلة اجرامية غير مباشرة تتكون من (السائق/الطريق/مالك المركبة) ، لو صلحت هذه المعادلة بكامل عناصرها لتمكنا من الانتهاء من هذا المسلسل الدموي وحمينا البشرية من هذا الكابوس المخيف ،حمى الله الاردن .