قال الكاتب الصحفي الأذربيجاني، شيخعلي علييف، إن هناك عدة احتمالات يقولها المحللون بصدد الاشتباكات في محافظة توفوز الأذربيجانية التي تقع خارج منطقة النزاع في قراباغ الجبلية المحتلة حاليا من قبل أرمينيا.
يقول المحللون والرسميون أيضا على لسان السفير الأذربيجاني في روسيا ومساعد الرئيس الأذربيجاني ووزارة الخارجية الأذربيجانية، إن أرمينيا تريد من خلال هجومها هذا جر منظمة الأمن الجماعي التي أنشأتها روسيا وضمت أرمينيا إليها في نزاعها مع أذربيجان.
وأضاف خلال تصريحاته مع مصر العربية: كما هو معلوم فإن أذربيجان ليست عضوا في هذه المنظمة المنحازة إلى روسيا وتتخذ موقفا محايدا من التحالفات العسكرية. وتسمى هذه المنظمة أيضا بناتو روسيا.
وتابع: أذربيجان تسعى إلى انتهاج سياسة مستقلة هادفة إلى التكامل مع المؤسسات الغربية من خلال مشاريع عملاقة للنفط والغاز وسكة الحديد وغيرها، بالتأكيد هذا لا يعجب بعض القوى ومنها أرمينيا التي تعتبر أداة "غسل يديها".
وعن أهمية المناطق التي تشهد اشتباكات ومواجهات عسكرية، قال علييف: كذلك محافظة توفوز تقع في منطقة استراتيجية قريبة من خطوط أنابيب النفط والغاز وسكة الحديد ومنطقة قريبة من المخرج البري لأذربيجان إلى تركيا وأوروبا عبر جورجيا.
وأكد الكاتب الصحفي الأذري، لمصر العربية، أن الهجوم الأرميني على توفوز، ليس من المصادفة. قبل شهر أو شهرين قرأنا في وسائل الإعلام أن قيادة الأمن والدفاع والشرطة لأرمينيا زاروا المنطقة الحدودية في توفوز الأذربيجانية.
كذلك رأينا قبل هذه الأحداث بأسبوعين زار الجنرال الأرميني وزير الدفاع السابق اوهانيان منطقة قراباغ المحتلة وتفقد مواقع الاحتلال الأرمينية الأمامية، وهذا الجنرال قد أقيل عن منصبه بعد انتصار أذربيجان وتحرير جزء من أراضيها في شهر أبريل عام 2016. وقيل إنه تحت التحقيق القضائي في أرمينيا متهما بإهدار طاقة الجيش الأرميني والفساد في الجيش. لكنه بغتة ظهر في قراباغ. كل هذا يدل على أن أرمينيا كانت تستعد للهجوم منذ وقت.
وتابع: كما يعرف الجميع أن الوضع الحالي في أرمينيا غير ثابت وفيها صراع بين النخبة السياسية العسكرية السابقة وباشينيان. كذلك تعاني أرمينيا من ضعف الاقتصاد وضعف مكافحة آثار كورونا. كل هذا قد يجبر القيادة الحالية على هذه المغامرة الخطيرة لتحويل انتباه مجتمعها إلى الجانب الآخر، فرغم كل ذلك، يرد الجيش الأذربيجاني على كل التصرفات العدائية للعدو ويتخذ التدابير اللازمة لإخضاعه للسلام.
وعن الموقف الدولي تجاه الأزمة الحدودية بين أذربيجان وأرمينيا، قال الصحفي الأذربيجاني: على غوتريش ومنظمة الأمم المتحدة التي يرأسها إجبار أرمينيا على الامتثال للقرارات التي أصدرها مجلسها الأمني والتي تطالب أرمينيا بالانسحاب الفوري من الأراضي الأذربيجانية.
القضية والنزاع لا يحل بالدعوة والمناشدات، الصراع يحل باحترام قواعد القانون الدولي والقرارات، فإذا لم تستطع هذه المنظمة إجبار دولة صغيرة كأرمينيا على تنفيذ قراراتها، فهذا يجعلنا نحل مشكلتنا بإمكانياتنا وندافع عن أرضنا وسيادتنا بقدراتنا.
يذكر أنه منذ الأحد تدور اشتباكات عنيفة على الحدود الأرمينية الأذربيجانية هي الأعنف منذ سنوات، وتثير القلق من تفجر نزاع كبير في المنطقة المضطربة.
وتتهم أذربيجان جارتها أرمينيا باحتلال نحو 20% من الأراضي الأذرية منذ عام 1992، والتي تضم إقليم "قره باغ" الذي يتكون من خمس محافظات، وخمس محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".
ويقع إقليم "ناغورني قره باغ" وهو جيب جبلي داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرميني أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
ويشار إلى أن إقليم ناغورني قراباغ (قراباغ الجبلية) ذي الحكم الذاتي المتكون من 5 محافظات صغيرة مع السكان الأرمن والأذربيجانيين داخل جمهورية أذربيجان أنشئ للحل الجزئي لمزاعم الأرمن على أراضي أذربيجان بقرار من الزعيم السوفييتي ستالين.
وبعد معاهدتي جولستان وتركمانتشاي بين روسيا ودولة القاجاريين بدأت عملية توطين الأرمن في الأراضي الأذربيجانية ومنها قراباغ الجبلية للاستفادة منهم فيما بعد كأداة تأثير على الدولة الأذربيجانية المسلمة لقطع علاقاتها من تركيا. وفي النتيجة تفوق عدد السكان الأرمن على عدد الأذربيجانيين في قراباغ.
وجرت الحرب العنيفة بين أرمينيا وأذربيجان في الفترة ما بين 1991-1994 حول إقليم قاراباغ الجبلي الأذربيجاني وأسفرت هذه الحرب عن احتلال أرمينيا 20% من أراضي أذربيجان بما فيها إقليم قاراباغ الجبلي وال7 محافظات المحيطة بها (لاتشين وكلباجار وأغدام وفضولي وجبرائيل وقوبادلي و زانكيلان) من قبل القوات المسلحة الأرمينية ونزوح أكثر من مليون شخص عن مسقط رؤوسهم. ووضع توقيع اتفاق بشكيك لوقف إطلاق النار حدا لاستمرار العمليات العسكرية بين الطرفين.
وتعمل حاليا مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على تسوية صراع قاراباغ الجبلي، وتم تأسيس هذه المجموعة في 24 مارس 1992 أثناء اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في هلسنكي. تضم المجموعة أذربيجان وأرمنيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وايطاليا وألمانيا وتركيا وبلاروس وفنلندا والسويد.
ومنذ ديسمبر 1996 بدأت مؤسسة الرؤساء المشاركين المؤلفة من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا نشاطها نحو تسوية الصراع.
وأصدر مجلس الأمن عام 1993 أربعة قرارات رقم 822 و853 و874 و884 التي تطالب بانسحاب القوات المسلحة الأرمينية الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة الأذربيجانية.
وبالإضافة إلى ذلك هناك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والجمعيات العامة للاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية التي تثبت حقيقة احتلال أراضي أذربيجان وتطالب كذلك بانسحاب جيش الاحتلال الفوري منها ولكن أرمينيا ما زالت لا تعبأ بها.