زمان كنا نخاف التجوال في الظلام وكنا نسمع المثل اللي يقول ( لا تغمز بالعتمة ) وحين تقدمت بنا السنون عرفنا ذات
الخوف وعين المثل . انت امك لما تكون صغير دومها تكون
حريصة عليك كل الحرص وأحيانا قد يستوجب الامر قسوة
منها لردعك عما انت فيه فما احد يحتار ولا احد يقعد يفكر
كثير فيما نحن عليه اليوم . وحقا نقول حين نتذكر ذا المثل
لا تغمز بالعتمة لان البعض اعتاد هذا المنهج وذا السلوك فيما
يبرر مواقفه بحجج واهية ضعيفة تدل حتما على ضعف في
الرؤية واهتزاز واضح في منظومة الثوابت والقيم .
أنا حين اتذكر كل تلك السنين وعندما تمر بي ذكريات الأمس
يشدني الحنين لتلك الصعاب التي مررنا بها ومجالس الفكر التي تحلقنا حولها لتنعم شعوبنا واوطاننا بالامن والأمان و
الكرامة والعزة والشموخ وفق منهج سلوكي أساسه الأخلاق والقيم والثوابت ويعتصر قلبي الألم حينما أشاهد أصحاب ذلك الفكر القويم وأهل الشعارات التي ملأت الأجواء ذات
يوم . تلك الأيام لم يكن الاخونجي صاحب العمامة العصملية والعباءة الإيرانية والبواطن الماسونية يقوى حتى على اظهار
نفسه وكانت تعلو أصوات الشرفاء والحرائر فوق صوت خونة
الأمة والاوطان في شتى مواقعهم . لا تحزن يا صديقي فمنذ
ذلك الوقت وحلقات الفكر القويم على بوابة جامعة اليرموك
الشمالية حتى اليوم تغيرت ثوابت وتبدلت شخوص وضعف
موقف وذاب آخر وانسلخ البعض من كل الثوابت والقيم ومن
ادنى احترام للذات .
لا تغمز بالعتمة وانت مكتف بدور المراقب الذي ينتظر فرصة
كي يحظى بموقع او ينال منصب او يحوز رضا هذا أو ذاك
لن تحترم الشعوب الا أصحاب المواقف الراسخة وان تحولت
الأوضاع وتبدلت الأزمان وما هذا الانهيار الذليل الذي أراه
على وجوه قادة الأمس الا لأنهم اضاعوا الطريق وحسبوا ان
في التقارب مع الاخونجي مصلحة او جائزة .
لا تسير في الظلام فلن تنال مع هؤلاء شيئا إنما أنت بنظرهم مطية يمتطونك واداة يستخدمونك لنيل غاية والوصول لهدف وان ركوب الموجة سلوكهم واسلوبهم وغاية ما يريدون
ومضحك جدا مخزي كثيرا معيب حد السخرية انك تبقى تغمز بالعتمةو تسير بالظلام