في مسلسل " الطواحين " الذي يعيد بثه التلفزيون الأردني هذه الأيام وهو من روائع الثنائي المبدع؛ محمود الزيودي كتابة وسعود الفياض خليفات مخرجا .. في المسلسل الذي أنتج عام ١٩٨٥ يمثّل الشاب منصور العبدالله ( تيسير عطية) قوة التعليم والوعي في مجتمع قرية الطواحين الذي يحاول أن يلحق بالتغيير والتحديث والمدنية الزائفة ، عملت الحجة رضوة ( جوليت عواد) على مقاومة تيّار الثراء السريع والداعي لبيع الأرض الزراعية والتحوّل للمجتمع الإستهلاكي، وبيع "العقد" البيت التراثي في القرية كناية لبيع الجذور ، هذا التيار الجديد والذي صنعه المال والسلطة يتزعمه التاجر والمقاول سمران ( زهير النوباني) والذي يخطط له مدير أعماله وجيه ( إبراهيم أبو الخير) في تدمير وتحويل المجتمع وإخضاعه.
بالنهاية يدفع منصور العبدالله الشاب المثقف حياته ثمنا لتيار الوعي في مجتمع يحابي التاجر والسمسار والمقاول ، ويقف مستسلما ومتفرجا على من يسرقون مستقبله ومستقبل أولاده .
وهو مشابه ما يقومون به مرشحي الإنتخابات هذه الأيام ، مستحدثو النعمة والمتاجرين بأصوات الفقراء ، والذين يحاربون كل من يبث الوعي بمالهم الأسود وبأزلامهم الذين أشتروهم كبلطجية وسماسرة لهم ... منصور العبدلله ما زال موجود في بلادنا وبلادنا تستحق الأفضل دائما .
أختم بكلمات شارة المسلسل والتي غنّتها الفنانة سلوى وتقول :