منذ بدء هذه الجائحة والأوضاع في بلاد العالم أجمع في
بتوتر مستمر فلا احد قادر على تحديد خطورة هذا الوباء سواء كان على المستوى الصحي وعوامل انتشاره او حتى على المستوى الإقتصادي على الخسائر المتراكمة يوما بعد يوم ، فالجميع يسمي هذا الوباء بالوباء " الخادع " اي الذي لا يوجد له آمان فيوم يوم العالم بمنحنى اصابات قليل ويوم يكون بوضع صعب لا يمكن تصورة ، فالخطر اصبح يهدد المواطنين جميعا بجميع فئاتهم وأماكن تواجدهم حتى وان كانوا ملتزمين بشروط السلامة والصحه العامة من لبس الكمامه وغيرها فالجميع قابل للإصابة والجميع قابل للدخول في دوامة كورونا واعراضه الشديدة على صحة المواطنين .
هجوم كورونا الشرس بدء يسير نحو الأطباء بشكل عالي الخطوره ، فبالرغم من معرفتهم بخطورة هذا الوباء وبالرغم من اخذ احتياطاتهم الكافية للحماية منه الا انه كان قادر على التسلسل الى اجسامهم ، فلقد استيقظ الأردنيين اليوم على خبر حزين ومؤلم يتمثل بخسارة احد جنود خط الدفاع الأول وهو الدكتور هيثم الخشمان – رحمة الله – بسبب الكوفيد 19 وهو ليس أول جنود خط الدفاع الذين نخسرهم بل خسرنا الكثير من كوادرنا الطبية اصحاب المراييل البيضاء فهذا الوباء قد اتجه الى الكوادر الطبية بهجمة شرسة للغاية ولم يعد يهمه احد وقهره اصبح شيء صعب للغاية فهو لم يهتم لأي شيء بل يتسلل بسرعه كبيرة الى اجسام الأشخاص اما يلتهمها او يقومون بالقضاء عليه نهائيا .
وبالرغم من الأعداد الكبيرة التي تسجلها الأردن يوميا الا انه مازالت الهيئة المستقلة للإنتخاب تؤكد على اجراء الإنتخابات في موعدها ولكن السؤال هنا " ما وضع الأردن الصحي بعد هذه الإنتخابات ؟ وهل ستكون اوامر الدفاع والتباعد الجسدي قادر على عدم تسلسل كورونا الى اجسام المواطنين ؟ " اذا كان الأردن يسجل اليوم اي قبل الإنتخابات 3921 فأنه بعد الإنتخابات سيصبح يسجل يوميا من 6000-8000 حالة اصابة بكورونا يوميا لأن عملية الإنتخابات لا يمكن السيطرة عليها وعلى المواطنين فهو عرس وطني والإحتفال يكون جماعي ، فالمناطق الأردنية اصبحت تحتفل بهذا العرس الوطني قبل مجيء يوم الإنتخابات الرسمي فهل من الممكن شرح كيف سيكون وضع الإنتخابات يوم 10 تشرين الثاني ؟؟
الكثير من المواطنين قد قاموا برفع هاشتاق " بدناش_ انتخابات " عبر صفحاتهم الرسمية بمختلف مواقع التواصل الإجتماعي وذلك للخطر الكبير التي تشكله على صحتهم وصحة اهاليهم وابنائهم ، فهذا الوباء اصبح في كل بيت اردني حيث ان هجومة الشرس يزداد يوما بعد يوم دون الرحمة لا لصغير او كبير ، اجراء الانتخابات بهذا الوقت ليس شيء ايجابي ابدا للأردن بل انه من اكثر الخطوات السلبية على صحة المواطنين وعافيتهم وعلى قدرة الجهاز الصحي في الأردن ايضا ، اصبح من الضروري ان نعترف ان كورونا موجوده في الأردن وبأعداد كبيرة منذ بدء هذا العالم ولكن الفحوصات كانت قليله ولم تكن قادرة على كشفها لهذا الوباء الشرس.
الجميع يلاحظ ان مع زيادة عدد الفحوصات اصبحت تزداد اعداد الإصابات طرديا مما يعني ان المرض موجود وبكثرة في الأردن والأرقام التي كانت تسجل لم تكن تخطي جميع المواطنين فالغالبية العظمى قد انصابوا وشفيوا ومنهم من مات بهذا الوباء ولا احد يعلم عنه ، وهنا يمكنني القول ان وزارة الصحة كانت مقصره للغاية من ناحية عدد الفحوصات وزيادة فرق التقصي الوبائي التي بدورها قادرة على كشف جميع الإصابات بمختلف مناطق المملكة ، ان النقاط المعتمدة لفحص وباء كورونا والتي اصبحت منتشرة في جميع مناطق المملكة كان من المفروض وجودها منذ بدء الجائحة والتي كانت قادرة على كشف الوباء منذ اليوم الأول وكشف الأعداد الحقيقة للإصابات .
اصبح من المفروض اليوم الإعتراف بالتقصير الكامل الذي حصل من وزارة الصحة ، فالاعداد التي كان تبشرنا في الاشهر الأولى اصبحت تحطمنا اليوم والإغلاقات التي كانت في البداية لم نعد قادرين على اعادة فرضها اليوم بالرغم شدة حاجتنا اليها لمحاربة هذا المرض ، ان عملكم لم يكن في محلة بل قام بتدميرنا بالكامل من الصعب جدا ان تكون لغة الجسد والجمل والعبارات قادرة على زرع الطمأنينة فينا والواقع يقول هذه اللغة كانت تقوم بإخفاء الحقائق عنا ، ان الاردن كبير جدا بشعبة وقائدة وجيشة وهو قادر على هزيمة هذا الوباء وتصحيح ما تم فعلة من قبل " النهضة " في الماضي ، " للأردن رب يحمية ".