قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين؛ فالقوة والأمانة هما أهم معيارين لتمييز الغثّ من السمين من المستنوبين؛ فالأصل أن يذهب الصوت لمن يستحقه من المترشحين بصفات يضعها الناخب له من خلال مسيرته وتاريخه وعطاؤه وخبرته وكفاءته ورؤيته وتطلعاته وغيرها؛ فالأمانة والقوة صنوان للنائب المطلوب إختياره لأن الأمانة دون قوة لا تكفي والقوة دون أمانة لا تكفي أيضاً؛ فالصفتان ملتصقتان دوماً على سبيل التكاملية لأن كل منهما يكمّل الآخر؛ ولذلك فلنبحث عن الأمين والقوي من المترشحين ليتم إختياره وذلك من وجهة نظر الناخب لأن وجهة نظر المترشحين تجعل منهم جميعاً أكفاء؛ ومعيار الصدق والثقة بين المترشحين والناخبين مطلوب جداً لغايات إستكمال العملية الإنتخابية الرضا والقبول:
١. الصوت أمانه فلنمنحه لمن يستحقه ممن يخدمون الناس ويعرفون حوائجهم؛ ولنمنحه للأقوياء والأمناء على مصالح الناس والعباد؛ ولنمنحه للشرفاء من أبناء الوطن ممن يتمتّعون بالنزاهة الوطنية؛ ولنمنحه لمن يمتلكون رؤية لحل جزء من التحديات التي نعاني منها على سبيل تشغيل أبناءنا الشباب العاطل عن العمل.
٢. الصوت أمانة والناخبون مؤتمنون على أصواتهم ليمنحوها كإستحقاق عن جدارة لمن يستحقها؛ والأصل منحها للمترشح الذي يملك برامج عمل متكاملة وخارطة طريق ومؤشرات أداء وبرنامج تواصل مع القواعد الإنتخابية؛ والذي فيه من الصفات الإنسانية ما يكفي.
٣. الصوت أمانة والمفروض أن يكون الناخب واضحاً وشفافاً في أعطاء صوته؛ فلا يهاب أحداً وأن يكون واضحاً مع كل الناس؛ ويصرّح دونما مواربة أو دوران ويفصح عن مرشحه لأن في ذلك تعزيز للمصداقية والشفافية وتبادل الإحترام بين الناخبين والمترشحين.
٤. الصوت أمانة وبالمقابل مطلوب من المترشّح قبول رأي الناخبين بصدر رحب أنّى كان سواء معه أو ضده لأن ذلك يعزّز فرص الوضوح والشفافية وإحترام الناس لبعضها على سبيل تعظيم المشاركة ورفع قدر المصارحة والمكاشفة بين الناس حتى وإن تحسس البعض منها.
٥. الصوت أمانة والأصل كلّ يدلي بصوته دونما ضغوطات أو إصطفافات أو مجاملات أو تعصب أعمى على سبيل حرية الإختيار وفرز مترشحين هم الأكثر قبولاً بين من هم على الساحة الإنتخابية.
٦. الصوت أمانة ومطلوب من كل مواطن المشاركة بالإنتخابات حيث أن دعوات المقاطعة هنا وهناك مرفوضة من الجميع؛ فعدم المشاركة لا يعطي الفرصة للأقوياء ولكن يجعل قلّة من الناخبين يختاروا القوائم التي يرغبون ويسيطروا على المشهد الإنتخابي ونتائجه؛ وبعدها يندم من كان له مآرب أخرى.
٧. الصوت أمانة وبيعه خيانة وطنية؛ ومن يبيع صوته يبيع الوطن؛ ولذلك لا ثمن لصوت المواطن إحتراماً وتقديراً له؛ والبائع والشاري للأصوات في نفس المستوى من النظرة الدونية.
بصراحة: من يبيع صوته يبيع الوطن؛ ومن يشتري الصوت مجرم بحق الوطن؛ والأصل أن يساهم كل الناس في الإنتخابات النيابية على سبيل تعظيم مشاركتهم النظيفة لإختيار القوي الأمين من المترشحين الأكفاء وفرز مجلس نواب يحقق طموحات الأردنيين وفق الرؤى الملكية السامية.