عندما اتطلع الى أطفالنا وشبابنا الصغار في هذا الزمن الصعب فإنني أحزن عليهم، وأحيانا اتحدث بيني وبين نفسي وأقول الله يكون في عون هذا الجيل ، ولنقول حقيقة أننا نحن الذين كنا قد انهينا عقد الاربعينات ودخلنا في عقد الخمسينات قد وجدنا من يدعمنا بالإستمرار في حياتنا سواء كانت وظائف وزواج او بناء منازل ومتاجر ، وكل ذلك كان من إرث والدينا او من الفرص المتاحة والتي تم استغلالها من قبلنا ، ولهذا كان يحبونا الأمل والتفاؤل بالمستقبل الواعد لأنفسنا ولأولادنا ، فالذين ورثوا من ذويهم أموال وعقارات ساعدتهم على الاستمرار بالحياة وتخطي مصاعبها ، والذين استغلو فرص العمل الخاص نجحوا بتكوين انفسهم والإستمرار بحياتهم .
أما الآن فنحن الجيل الذين قد ورثنا العز والكرامة والمال والجاه ولاكننا لا نستطيع ان نورثه لأجيالنا ، فلا ورثة ورثناها بقيت عندنا لنورثهم اليهم ، ولا فرص للعمل او الزواج او التعلم متاحة من قبل الدولة توفرها لهم ، فمستقبلهم البسيط صار حلما بعيد المنال لا بل مستحيلا ، ولم يبقى لدينا شيء نورثه لهم إلا الهمّ والغمً وخصوصا مع زيادة نوائب الدهر ومصائبة .
ومع كل ما ذكرت فإنني اتطلع بالعين الباردة والمحبة والداعية لله بأن يحفظ سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني حفظمها الله ورعاهما ، وإننا نتطلع الى هذا الشاب الذي يشارك والده في كل جولاته ومؤتمراته ويتعلم ويتفقد احوال الرعية ، هذا الشبل الذي عادة ما يكون جيله محبا لنفسه وللحياة ورفاهيتها ، أراه منهمكا في هموم الشعب ومشاكل الدولة وعينه تراقب وتتابع ميدانيا كل حدث يتعرض له الوطن وأبناءه ، فيتفاعل ويزور ويقدم المساعدات ويشحذ الهمم ويرفع هرمونات الأمل عند الشباب ، فهو مدرب عسكريا ومهنيا ومتعلم ثقافيا ، اضافة الى حسن الخُلق والتربية التي يتمتع بها ويحدثوننا عنها كل المقربين منه .
ومع كل هذا التشاؤم المستقبلي فلا بد ان يكون هناك دائما بصيص أمل قد يغير الواقع ، فكثيرون هم الأشخاص الذين استطاعوا ان يقلبون الحياة ويغيرونها من العسر الى اليسر ، ولا ننسى قدوتنا الأولى كانت في رسول الله سبدنا محمد الذي اخرج الناس من الظلمات الى النور ، وكذلك لا ننسى ان هناك عصور سوداء كانت قد مرًت على بعض من المجتمعات وانقلبت وتغيرت الى بيضاء مفعمة بالخير بفعل أشخاص فرادى ، فالعصور الأموية والعباسية والعثمانية كانت ليست كلها سمن وعسل بل كانت تتذبذب من حقبة الى أخرى، وكانت دائما من الهاوية والمنحدرات يتم صعود الجبال .
ولهذا فإنني اتفاؤل لأطفالنا وشبابنا الصغار بأن الأمل يحدوكم في مستقبل زاهر إن شاءالله بوجود سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني حفظهما ورعاهما .
اللهم أيدهم بنصرك وعزتك ويسًر لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير والفلاح وتدلهم عليه .