فَرَضَتْ علينا الظروف الاستثنائية لهذا العام أنْ نستمعَ لخطاب العرش السامي عن بعدٍ من خلال شاشتنا الوطنية، خلافاً لما إعتدنا عليه في الأعوام السابقة. ومع ذلك، فقد استطعنا أن نلمس دفئ الخطاب الملكي وعمقِهِ وقوتِهِ في استشراف المرحلة القادمة التي تتطلب من الجميع مسؤولين ومواطنين العمل بروح الفريق الواحد خصوصا ونحن على أعتاب المئوية الثانية للدولة الأردنية الشامخة، والتي هي مدعاة للوقوف بإجلال واحترام، وقد بنيت بسواعد أبنائها المخلصين وتضحياتهم، فسطّروا أعجوبة الزمان وكتبوا قصة نجاح نعتز بها ونفاخر بها الدنيا، والتي بجهود أبنائها قادرة على تجاوز جائحة كورونا وتحويل التحديات إلى فرص وقصص نجاح، أولاً بالوعي بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع وثانيا، بالمشاركة الفعلية في عملية التنمية المستدامة.
ولقد حييى جلالة الملك المعظم همةَ شعبه الأردني النبيل وإنتماءهم الصادق بالعمل والعطاء والإنجاز، مشيراً إليهم بأهل العزم وأهل الهمة الذين ستبقى هاماتُهم مرفوعة لا تنثني، تنبض حباً ووفاء وولاءً، ويستحقون أنْ تقدَّم لهم أفضل الخدماتِ وأجودِها في مجالات النقل والصحة والتعليم، وصونِ وحمايةِ حقوقهم بقضاء عادل ونزيه يستند إلى سيادة القانون، وأمنٍ وأمانٍ يَسهَرُ عليه الجيش العربي وبجهود كافة الأجهزة الأمنية، الذين لهم منا كلَّ الحب والتقدير والإمتنان.
وأكد جلالته على مركزية القضية الفلسطينية، وبأنّ خيار الأردن الإستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها. وستبقى القدس عنواناً للسلام، وحرص الأردن الدائم في الدفاع عنها وعن هويتها وتاريخها، وستظل مقدساتها الإسلامية والمسيحية موضع رعايةٍ وإهتمامٍ من بابِ الواجب الذي حمله الهاشميين كابراً عن كابر منذ ما يربو على المائة عامة بالوصاية والرعاية الهاشمية.