بقلم العقيد الركن المتقاعد الدكتور ضامن عقله الابراهيم
اليكم هذه القصه لعل بها عبره ودروس مستفاده لمن لهم ظمائر حيه ومن هم بمواقع القرار
كتب الروائي التركي عزيز نيسين (توفي سنة 1995) قصة قصيرة عن عائلة تعيش في بيت كبير.. لم تجد مانعاً من أن تؤجر حجرة منه.. ثم حجرة أخرى.. ثم حجرة ثالثة..
وهكذا.. جرى المال في يد الأسرة.. وراحت تنفقه على أشياء لا لزوم لها.. لكن المستأجرين سرعان ما ضجوا بالشكوى من قلة المياه..
فوافقت الأسرة على أن تقترض منهم لإصلاح المياه.. ثم اقترضت منهم لإصلاح شبكة الصرف.. ثم اقترضت منهم لإصلاح طرقات،، الحديقة..
ولأنها عجزت عن السداد.. فقد سمحت بمزيد من الغرباء يدخلون البيت ويسكنون فيه.. ثم سمحت لهم بالسيطرة على الحديقة.. ثم تركت لهم كل البيت وسكنت فوق السطح..
ثم لم تجد مفرا من أن يعمل أفرادها في خدمة هؤلاء الغرباء.. اصبحوا خدماً لهم ، وهنا صرخ الإبن الكبير:إن هذا البيت لم يعد بيتنا.. نحن الذين أصبحنا فيه غرباء..
لكن.. الأب غضب بعنف على ما سمعه من ابنه.. وسارع بفتح خزانته السرية وأخرج منها ورقة قديمة تثبت أنه ورث البيت أباً عن جد.
وقد دخل عزيز نيسين السجن بعد نشر هذه القصة..
وقال المدعي العام العسكري الذي كان يحاكمه إنه كان يقصد الوطن بهذا البيت..
فإبتسم عزيز نيسين ابتسامة ساخرة وقال: مادمتم بهذه الفطنة فلماذا فتحتم أبواب وحجرات الوطن للغرباء حتى احتلونا بالديون وأصبحنا نحن الغرباء رغم سندات الملكية التي نحملها ونحن سعداء .
الدين يتراكم سنويا بالمليارات وفائدته السنويه بالمليارات ايضا .وعجز سنوي في الموازانات السنويه ولا خطط ممنهجه للتخلص من هذا الكابوس المؤرق للاردنيين قاطبه والذين اصبح مستقبلهم ومستقبل الاجيال القادمه من ابنائهم رهننا للدائنيين فهن اي سياده في القرارات تتحدث عنه الحكومات المتعاقبه والشعب يقف بين المطرقه والسندان يئن جوعا وفقرا وبطاله ولا حيله له ولاتستطيع الغالبيه العظمى منهم تأمين قوتهم اليوم وفئه قليله لا تتجاوز اصابع اليد قادره على العيش الرغيد والحياه الفاره لانهم هم من كان السبب في هذه المديونيه ويتبجحون بالوطنيه والولاء والانتماء بعد ان عاشوا حياتهم وابنائهم على مص دماء ابناء الوطن لك الله ياوطني ان يقيض لك من الرجال الشرفاء والامناء ان يجدوا الحلول المناسبه ويخافون الله بابناء الشعب وتخليصهم من هذا الكابوس الذي عشعش في عقولهم وقلوبهم ولا نملك الا الدعاء الى رب العالمين راجين الخلاص والله على كل شئ قدير