لكن هذا المره نودع سنة قاسية و خطيره و مؤلمه..سنه تفجر فيها زلزال فايروس كورونا..كظاهرة مفاجئة مذهله..قلبت كل الموازين..اصبح فيها الغني والفقير و الصغير والكبير كلهم سواء ..كلهم "اقزام" تجاه هذا الفايروس القاتل.. لقد هز الفايروس المشاعر والعقول وقلب المعايير والمقاييس..لدرجة اصبح الناس لا تصدق ما يحدث..و بعضهم لا يزال ..
هذا العام ٢٠٢٠ نودعه و ايدينا على قلوبنا خائفين ان يتمدد هذا العام بخصائصة و ميزاته هذه الى العام الذي يليه... لكن الانسان بطبيعته عصي على الصعاب وقادر على المستحيل نهض وقاوم وحاول وبحث وبحث..ليجد العلاج..فظهرت بوارق الامل..لكن الشك ظل يرافق الحاله.
لان هزة كورونا الضخمه ليس بالسهوله ان نصدق هزيمتها بجرة قلم ..لانها هزمت ليس صحة الانسان فحسب بل ضميرة ووجدانه وهزمت طريقة واسلوب تفكيره. فاصبح الناس من شدة المصيبه لا تصدق ان العلم الحديث يستطيع هزيمة كورونا بمجرد اكتشاف لقاح؟!.
لكن الاصرار والاصرار وحده و العلم وليس الخرافه هو الذي يقارع الفايروس ويدخل معه حلبة الصراع و ميدان المبارزه..
واذا نحن نودع العام وهذه المبارزة بين الانسان و بين الفايروس لاتزال لصالح الفايروس الا اننا نامل- بل نسعى- بان تكون المبارزه في العام ٢٠٢١..لصالح الانسان و صالح الاصرار على فوز العلوم على الفايروس..فوز الخير على الشر .
ومع الاعلان عن ظهور لقاحات( ثلاث في اوربا وامريكا واربعة في الصين ولقاحان في روسيا) ...لقاحات نعرفها عن بعد ..لكنها لم تعرفنا بعد.. بتفاؤل حذر نسير للعام الجديد... مترددين و متباطئين..لكن ليس امامنا الا "الصدق والصبر"!... لا خيار الا ان نسير بمسرب واحد وطريق باتجاه واحد...طريق التحدي والصمود التفاؤل..
عام ٢٠٢١...سوف يشهد تلقي اللقاحات.. والكثيرين منا سترتعش عضلاتهم عند تلقي اللقاح.. ليس خوفا من الفايروس لكن هذا المره خوفا من اللقاح ذاته .. لا خيار الا ان نقبل و نؤمن بالعلم والتكنولوجيا و بطوابير العلماء والباحثين الذين اخذوا الليل بالنهار لاكتشاف اللقاحات و نجحوا.. علينا ان نؤمن بماصنعوا و نقبل اللقاح كمخرج من هذه الورطه الطبيه والنفسيه...لنتفاءل في العام ٢٠٢١. وكلما اخذنا اللقاح على اوسع نطاق كلما زادت مساحة التفاؤل.. بعام افضل اكثر سلامة واكثر املا...بالله وبانفسنا.
.. و"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.." صدق الله العظيم.