بعد توجيه الملك للحكومة، وبعد تراجع منحنى الجائحة، وبعد التقارير العالمية بحتمية التعايش مع جائحة الكورونا وما يستجد منها، وبعد ظهور اللقاح وتفهم الناس لأسس الوقاية الصحية، وبعد ان وصلنا إلى أن التعليم عن بعد لم ولن يكون بديلاً للتعليم التقليدي الوجاهي مهما حاولنا تجميله وإعطائه نسب نجاح هلامية خنفشارية لا تمت للواقع بصلة، وبعد سنة كأداء… تسيدت الأمهات فيها المشهد، فأصبحن معلمات وطالبات من المنزل، واصبحت العلامة التي يحصلها طالب المدرسة هي على إجابة الوالدة أو تجمع العائلة للمساعدة بالإمتحان، وأما طلبة الجامعات ومع النجاح النسبي، والمحدود إلا أن مجموعات الواتس والتعاون في التغشيش، وكذلك مراكز ومدرسي الدعم اللوجستي المأجور للتغشيش في الإمتحانات انتشرت وأصبحت جزء من ممارسة البعد عن التعليم..!، وبعد كل هذا أصبح لزاماً أن يعود الطلبة إلى جامعاتهم ومدارسهم، فنسبة تجهيل الطلبة، للسنة الماضية لم يعد من الممكن إحتمال إستمرارها، حسب اليونسكو ومنظمات عالمية أخرى.
وفي ظل أجواء الجائحة واستمرار إنتشارها فلن تكون أجواء العودة للحرم الجامعي بطبيعتها السابقة، وعليه يمكن إقتراح ما يلي عطفاً على ما أقترحه معالي أ.د. وليد المعاني وزير التعليم العالي السابق، لنوائم بين العودة للحرم الجامعي واستمرار تفشي الوباء والتعايش معه:
1- وضع خطط وتعليمات صحية وقائية وإعلانها للطلبة والمدرسين والعاملين، والجهات ذات العلاقة في الحرم الجامعي، بحيث يتم الإلتزام بها من قبل الجميع تحت طائلة المسائلة القانونية، وفرض أخذ اللقاح على الجميع كشرط لدخول الحرم الجامعي.
2- تفعيل التعليم المدمج بحيث يتم تدريس بعض مواد الثقافات ومتطلبات الجامعة عن بعد خارج أوقات دوام الطلبة في الحرم الجامعي.
3- توزيع برامج الطلبة على أيام الأسبوع إما(أحد، ثلاثاء، خميس و إثنين، أربعاء) أو ( سبت، إثنين، أربعاء، و أحد، ثلاثاء، خميس) ، بحيث يحضر الطالب للجامعة بواحدة من الخيارات(ثلاثة أيام أو يومين) إسبوعيا لتقليل فرص الإختلاط، مع مراعاة أن تكون المواد متتابعة دون فراغات ودون تغيير للقاعات، أي كل المواد في قاعة واحدة.
4- تقليل وقت المحاضرة الواحدة من(50 دقيقة; لخيار الثلاثة أيام إلى 40 دقيقة) ومن ( 75 دقيقة لخيار اليومين إلى 60 دقيقة) وهذا سيوفر في وقت الدوام والإختلاط ويزيد إمكانية الإستفادة من التوفير في زيادة المواد أو التبادل بتقسيم اليوم الدراسي لنصفين، أو إعطاء المواد العملية بعد النظرية.
5- بالنسبة للمواد العملية يمكن إدماجها مع أيام الدوام النظري في التخصصات ذات المواد العملية القليلة، أما التخصصات الهندسية والتطبيقية ذات المواد العملية بنسب كبيرة، فيتم تخصيص يوم من أيام الأسبوع لها مدمج أو منفصل مع الخيارات السابقة.
6- تحتاج العمليات الإجرائية أعلاه إلى تغيير في التشريعات، وهذا سهل في ظل وجود أمر الدفاع ويمكن أن يعمم على الجميع من خلال وزارة التعليم العالي.
7- إستخدام الوفر في الوقت البند 4 في تقسيم الشعب وتقليل أعداد الطلبة في القاعات الصفية للحد المطلوب حسب البروتوكولات الصحية الموصى بها.
8- يمكن تقليص عدد ساعات التدريس الوجاهي في بعض المواد النظرية والمساندة تخصصية أو غير التخصصية، بنسبة ثلثين وجاهي وثلث عن بعد، أو ثلث عن بعد وثلثين وجاهي ويترك الأمر لتقدير الأقسام الأكاديمية.
9- ضبط الحرم الجامعي وإلغاء التجمعات، من خلال إعطاء وقت قصير جدا للإستراحة بين المحاضرات (5 دقائق)، وعدم تغيير القاعات للشعب، وتحضير البرامج بحيث تكون قريبه من نظام السنوات او النظام الفصلي وليس الساعات المعتمدة الحرة، وإلزام الطلبة لذات القسم والتخصص بعدد ساعات ثابت ما أمكن في قاعة صفية واحدة كما أسلفت.
10- الإمتحانات النصفية والنهائية في الحرم الجامعي مع تقنين وتقليل الزمن والاسئلة للإستفادة من ذلك بتقسيم الطلبة إلى مجموعات تحقق شروط التباعد الصحي، والإعتماد على التعليم الإلكتروني في الواجبات والأبحاث والتقارير للطلبة.
11- أن تتم جميع معاملات الطلبة من تسجيل ومحاسبة ووثائق وغيرها إلكترونياً ما أمكن ذلك، وتخصيص رابط أو رقم ساخن لملاحظات الطلبة مرتبط برئيس القسم الأكاديمي.
12- بعد غياب سنة تقريباً عن الحرم الجامعي، ربما سنحتاج إلى دورات إعادة تأهيل وموائمة مع الوضع الجديد، والذي لم يتعود عليه لا الطالب ولا المدرس، ولا ننسى طلبة السنة الأولى الذين لم يدخلوا الحرم الجامعي بتاتاً،
13- ربما يحتاج المدرسين في الجامعات إلى تغيير أساليبهم وأدواتهم التدريسية، لتتوائم مع قصر الوقت وضغطه والمعطيات الجديدة، وهنا على الجامعات توفير تدريب وخبرات مناسبة لهم من خلال خبراء ودورات تدريبية، وتوفير وسائل معينة بصرية وسمعية وحقائب تعليمية ومحتوى الكتروني لتفعيل عملية التدريس وتعويض، أي قصور بسبب ضغط الوقت والتعليم عن بعد وغير ذلك.
14- لا بد من وضع خطط طوارئ بديلة على المستوى الوطني من وزارة التعليم الجامعي، وعلى مستوى كل جامعة من قبل إدارات الجامعات، تحسباً لأي تغيير ناتج عن تغير المنحنى الوبائي ايجاباً لا سمح الله والعودة للتدريس عن بعد، أو سلباً والعودة تدريجيا للوضع الطبيعي.
هذه بعض المقترحات لسناريوهات العودة إلى الحرم الجامعي، ضمن خطط مدروسة ومتابعة حثيثة من كل الجهات… حمى الله الأردن.