يمر الاردن كباقي دول العالم بأزمة خانقة نتيجة جائحة كورونا , اثرت بشكل سلبي وكبير على كافة مناحي الحياة , والحكومة الاردنية لم تال اي جهد في سبيل الخروج من الازمة باقل الاضرار , وسخرت كافة امكانيات الدولة للتصدي لهذه الجائحة منذ بدايتها مطلع عام 2020 , رغم التحديات والصعوبات التي تعصف بالأردن منذ سنوات طويلة واهمها الازمة الاقتصادية التي طالت كل بيت واسرة في كافة ارجاء الوطن الحبيب .
ان جائحة كورونا ما زالت تتصدر المشهد , وارقام الاصابات تتزايد كل يوم بشكل جنوني , والقطاع الصحي يدق ناقوس الخطر , الا ان هناك الكثير ممن يتربصون بالوطن من داخله وخارجه لزعزعة الامن والاستقرار وتشتيت الجهود وخرق الصفوف في محاولة للدفع بالوطن الى الهاوية والمواطن الاردني الى الهلاك , وان ما نشاهده اليوم من اعتصامات ومسيرات في الشوارع العامة واخبار مزيفة واشاعات بحجة الاصلاح ومحاربة الفساد والتشكيك بجائحة كورونا وعدم الالتزام بتطبيق اوامر الدفاع والبرتوكول الصحي لهو دليل واضح ان هناك من يستغل الظروف اما بقصد او بدون , لأهداف معلنة او مبطنة , لكن في النهاية الوطن والمواطن من سيدفع الثمن غاليا .
ان الحكومة الاردنية تدرك جيدا ان الاصلاح الشامل بات امرا ضروريا لعودة الحياة لطبيعتها , لكن لن يكون ذلك في كبسة زر , ويتطلب من المواطن الاردني الصبر والتفاؤل ومزيدا من الوقت , حيث لا يمكن تحقيق المطالب المشروعة للمواطنين الا من خلال التغلب على التحديات اولا ومن ثم التنمية الشاملة .
المواطن الاردني رغم كافة الصعوبات والتحديات التي تحيط به من كافة الاتجاهات , الا انه يدرك جيدا معنى حب الوطن والانتماء والولاء له , وان الخلاص والنجاة من هذه الازمة يكون بتكاتف الجميع يدا بيد للوصول الى بر الامان , والاردنيون اليوم معنيون جميعا في ظل هذه المرحلة الاستثنائية الصعبة ان يكونوا مع الوطن يدا بيد وقلبا وقالبا , من خلال التصدي لأصحاب الاجندات من الداخل والخارج , وتفويت الفرصة عليهم , و الالتزام التام بتطبيق اوامر الدفاع والبرتوكول الصحي , ومساندة جهود الدولة للتصدي لهذه الجائحة , والدولة اليوم هي بأمس الحاجة من مواطنيها الى الدعم والمساندة وليس الى زيادة الالم والمعاناة وكما يقول المثل العربي الشهير " لا تزيد الطين بلة " .