برعاية رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات ورئيس جامعة آل البيت عطوفة الدكتور عدنان العتوم تم تنظيم ندوة تشاركية بمناسبة تأسيس مئوية الدولة الأردنية بعنوان " الأردن في عيون الأكاديميين العرب" بمشاركة عدد من العلماء والباحثين من المغرب، والعراق وفلسطين، والسودان، والجزائر، ومصر، واليمن، وليبيا، وتونس، بالإضافة إلى الأردن عبر تطبيق زوم.
وأكد عبيدات أن هذه الندوة تأتي بمناسبة عزيزة علينا وهي مئوية تأسيس الدولة الأردنية التي تعكس إنجازات ونجاحات الدولة الأردنية ابان حكم بني هاشم الأخيار الأربعة بدأها الملك عبد الله المؤسس، والملك طلال واضع الدستور، و الملك الباني الحسين طيب الله ثراه، وصولاً إلى حادي الركب الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وإلى جانبهم أجهزتنا الأمنية والجيش العربي المصطفوي، والأردنيون من شتى الأصول والمنابت، وقال عبيدات أن خارطة الطريق التي وضعها جلالة الملك المعزز للإصلاح السياسي والاقتصادي والتربوي دليل واضح على استيعاب الأردن لمستجدات العصر، ودعوته للحوار الوطني والقوانين الناظمة للحياة السياسية، معززًا بذلك تفردها من حيث حرية التعبير المسؤولة، مضيفًا بأن الأردن نجح في ذلك فكانت القيادة والأجهزة الأمنية والشعب في خندق الوطن، وتحققت الديمقراطية والأمن في منظومه ثنائية، فالأردنيين حريتهم مسؤولة ومسيرتهم سلمية وحضارية ودرجة وعيهم عالية ومواطنتهم صالحة، لا يسمحون للمندسين أو أصحاب الاجندات أن يفرقوا وحدتهم وصلابتهم، فوحدتهم الوطنية راسخة ونسيجهم الاجتماعي وجبهتهم الداخلية صلبة، مؤكدًا تميز العلاقة الإنسانية بين جلالة الملك وأبناء شعبه مما انعكس على نجاح الدبلوماسية الأردنية، والحضور الدولي للأردن في المحافل الدولية. لافتًا إلى أن خريطة الإصلاح الشاملة وصمود الأردن في ظل التحديات الإقليمية والمحلية والدولية بحد ذاتها انجاز ومفخرة، داعيًا إلى تعظيم المنجزات والبناء عليها وعدم الالتفات إلى ما يعكر صفو هذه التطلعات لتكون النظرة تفاؤلية للمستقبل.
مثمنًا للعلماء الأجلاء مشاركتهم ووقفتهم التضامنية وانصافهم وحبهم للأردن وقيادته الهاشمية لدليل راسخ أن هذا الوطن جامع لا مفرط محب لا كاره.
وقدم شكره للقائمين على إعداد هذه الندوة ومنظميها من الجامعتين الدكتور خضر السرحان من آل البيت، والدكتورة أسماء خصاونة من جدارا الذين بذلا مجهودًا كبيرًا في سبيل إنجاح فعالياتها.
من جانبه رحب العتوم بالعلماء والمشاركين من الدول العربية الشقيقة، وقال بأن جامعة آل البيت تصدت منذ تأسيسها عام 1992 إلى النهوض برسالة الأمة التي أرادها مؤسس الدولة الاردنية راعي نهضتها الملك الحسين طيب الله ثراه لتحاكي جامعة آل البيت فلسفات بناء الدولة الأردنية القائمة على الوسطية والاعتدال، وتعزيز رسالة الإسلام السمحة، لافتًا إلى أن جامعة آل البيت بما تحمله من اسم شريف تدرك أن هذه العلاقات الطيبة التي تجمعنا بالعالم العربي والإسلامي هي علاقة ودية مبنية على الاحترام المتبادل بين الأشقاء العرب، مضيفًا من هنا جاءت هذه الندوة لتكرس هذه المفاهيم، مقدمًا شكره للعلماء الأجلاء المشاركين في هذه الندوة على جهودهم الطيبة والمباركة لإنجاح هذه الفعالية، متطلعًا أن يكون هناك تعاون مستقبلي بين الجامعات الأردنية فيما بينها وبين والجامعات الأردنية والعربية على حد سواء.
ورفع العتوم برقية تهنئة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سليل الدوحة الهاشمية بمناسبة مئوية الدولة الأردنية داعيًا له بالعمر المديد والعافية وللأوطان العربية والإسلامية مزيدًا من الاستقرار وحماية وطننا وأوطاننا العربية والعالم أجمع من جائحة كورونا، متمنيًا أن يديم الله علينا الأمن والأمان والصحة والعافية .
بعد ذلك بدأ المشاركون في الندوة التي أبدع في إدارتها وتقديم المعلومات التاريخية القيمة الدكتور خضر السرحان مداخلاتهم حيث عرض الدكتور الأديب الشاعر اسماعيل هموني مداخلته التي حملت عنوان (من المغرب من وجدان مغربي أرسم الأردن أندلسًا لن تفتحها خيلي)، الدكتور نور الدين امعيط من المغرب عنوان مداخلته كانت(جوانب مشرقة من تاريخ العلاقات المغربية الأردنية خلال العصر الوسيط)، أما الدكتورة هند فخري سعيد من العراق قدمت (مقاربة في تأسيس المملكتين الهاشميتين الأردنية والعراقية)،
واستعرض الدكتور شحادة الرجبي
من فلسطين في مداخلته (الأردن بعيون فلسطينية من الداخل)، بينما تناولت الدكتورة نهلة أحمد عبد الباقي من السودان (العلاقات الثقافية والاجتماعية السودانية الأردنية)، الدكتور محمد كنتاوي من الجزائر كانت عنوان مداخلته المشتركة مع الدكتور خضر السرحان (موقف المملكة الأردنية الهاشمية من الثورة الجزائرية)، بينما استعرض الدكتور صالح محروس من مصر
(مشاركة الأردن في حرب ١٩٧٣)، الدكتورة هناء عبد الكريم فضل من اليمن تحدثت عن (موقف الأردن من الحرب العراقية الأردنية)، بينما كانت عنوان مداخلة الدكتور الناصر الصديقي من تونس ( الأردن بعيون تونسية)، الدكتورة إكرام البشير من ليبيا تناولت ( الدور الأردني في حركة الجهاد الليبي نجيب الحوراني انموذجًا)، الدكتورة أسماء جادالله خصاونة رئيس وحدة تنسيق الخدمات وقسم التاريخ في جامعة جدارا استعرضت في مداخلتها ( الحركة الوطنية في الأردن وموقفها من القضايا القومية حزب البعث العربي الاشتراكي انموذجًا 1947- 1957م)، رئيس قسم التاريخ في جامعة آل البيت الدكتور أنور الخالدي كانت عنوان مداخلته ( قراءة في الشأن الأردني من التأسيس إلى الاستقلال ).
وفي نهاية الندوة شكر عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة آل البيت الأستاذ الدكتور أحمد أبو بكر المشاركون على اثرائهم الندوة بمعلومات تاريخية قيمة والتي عكست الروح الانسانية والعلاقات الأخوية التي تجمع سائر الدول العربية.