العلم العربي الهاشمي كان مرفوعا منذ عهد الشريف ابو نمي في مكة المكرمة في عام 1516 ، وحين زاره السلطان سليم الاول العثماني بعد انتصاراته في مرج دابق وجالديران والريدانية ودانت بلاد الشام والحجاز ومصر للسيطرة العثمانية كان الشريف ابو نمي في قيادة وسدانة الحرمين الشريفين ، وسلمه مفاتيحهما .
وبقيت راية ابو نمي الحمراء الداكنة راية اهل الحجاز والاشراف الهاشميين ،ورفعتها جيوش الثورة العربية الكبرى ،وبقيت راية الثورة الى ان صار تصميم علم الثورة في الذكرى الاولى لقيامها ،وكان العلم يرمز الى ان الهاشميين هم امتداد للحضارة العربية الاسلامية المتمثلة باللون الاسود العباسي وبالاخضر الفاطمي والابيض الاموي ، ودخل الملك فيصل الاول دمشق مؤسسا للدولة العربية الاولى رافعا اياه ، وفي يوم 7 آذار 1920 وهو يوم اعلان الدولة العربية السورية وتم اضافة النجمة السباعية في وسط المثلث الاحمر .
وحين تقدم الامير عبدالله بن الحسين من مكة الى معان ومن ثم الى عمان معلنا بدء تأسيس الدولة الاردنية كان يرفع علم الملك فيصل ، وفي عام 1922 كان تعديل ترتيب الالوان ليكون الابيض في الوسط ليتميز بين لونين داكنين .واستمر علما للدولة الاردنية ، ولكن حين صدر القانون الاساسي لامارة شرق الاردن في 16 نيسان 1928 والذي تألف من 72 مادة كانت المادة الثالثة منه تتناول العلم كالتالي:
” المادة 3
"” تكون راية شرق الأردن على الشكل والمقاييس التالية:
طولها ضعف عرضها وتقسم أفقياًَ إلى ثلاث قطع متساوية متوازية ، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء يوضع عليها مثلث أحمر قائم من ناحية السارية قاعدتها مساوية لعرض الراية وارتفاعه مساو لنصف طولها، وفي المثلث كوكب أبيض مربع حجمه مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية ، وهو موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازياً لقاعدة هذا المثلث””
وهنا يمكن القول ان يوم 16 نيسان هو قوننة العلم دستوريا ، وكأول مادة دستورية تتناول العلم الاردني ليأتي اعتبار هذا اليوم هو يوم العلم الاردني ، والاعتبار هذا هو دعوة لنا جميعا لننظر الى علمنا وهو يخفق عاليا بروح الافتخار والعزة والكبرياء ، طالما شهد التاريخ قصصا من البطولة ارتبطت بقيمة العلم ليس فقط من عهد معركة مؤتة وبطولة جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه ، بل ما هو ابعد وكذلك ما هو اقرب في تاريخنا . والاحتفال السنوي في هذا اليوم هو توجيه الدراسة والتعريف بقيمة الراية كعنوان استقلال وسيادة ، ولعلنا نلاحظ ان الجيش العربي يهتم بالعلم لوحداته التي تحمل رموز الوحدة وقصص الاستشهاد والبطولة خاصة مع مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني التي تتم بين الفينة والاخرى بتسليم الكتائب راياتها اضافة للراية الهاشمية الحمراء الداكنة التي تحمل البسملة وسط نجمة سباعية وشهادة ان لا اله الا اهلح محمد رسول اهحم ومن ثم دائرة فيه الحمد لله رب العالمين .
ربما نحتاج ان يكون هناك فصل ومبحث لتدريس تاريخ الراية الاردنية على مستوى الجامعات والمدارس .
علمنا الاردني رمز شامخ وقد عبر الشاعر عبدالمنعم الرفاعي بنشيده "يا علمي يا علم والتي تقول :