قال رئيس مجلس النواب المحامي عبدالمنعم العودات إن الاستقلال في حد ذاته ليس مناسبة تاريخية يحتفل بها الأردنيون كل عام ، وإنما هو عنوان الدولة الثابتة القوية في هذه المنطقة من العالم التي لم تعرف الأمن والاستقرار والسلام على مدى قرن من الزمان.
وأضاف في كلمة فيديو بهذه المناسبة "يعرف الأردنيون أكثر من غيرهم أنهم في مقدمة الشعوب التي حظيت بدستور عظيم ينظم دولتهم وشؤون حياتهم على يد الملك طلال بن عبدالله رحمه الله وأحسن مثواه ، مثلما يعرفون كيف بنيت صروح وطنهم على يد الملك الباني الحسين بن طلال جزاه الله عنا خير الجزاء ، وأنزله منازل الصديقين والشهداء”.
وتابع "اليوم يبلغ وعي الأردنيين مداه في فهم القيمة الحقيقية لبلدهم وهو يغالب الصعاب ، ويواجه التحديات والأزمات بقيادة جلالة مليكهم عبدالله الثاني بن الحسين ، متأصلا بالعترة النبوية الشريفة ، محصنا بالحكمة والصدارة والريادة ، أمينا على حاضرهم ، مستبصرا لمستقبل أبنائهم ، حاميا لاستقلال بلدهم وعزتهم وكرامتهم الوطنية”.
واكد أن الاحتفال بعيد الاستقلال يتزامن مع احتفالاتنا بمرور مئة عام من عمر الدولة الأردنية ، وما تزال هذه المنطقة التي ننتمي إليها مثقلة بالحروب الإقليمية والنزاعات الداخلية ، التي تخلف وراءها القتل والدمار والمآسي الإنسانية ، ما بين تشتت ولجوء وخوف ، وما بين أمراض وجوع وعطش ويأس ، بينما يقف الأردن في موقع التوازنات الإقليمية لكي يؤكد أن الدولة القوية بالمعنى اقليمي ليست تلك القادرة على استعراض قوتها للتدخل في شؤون جيرانها ، وفرض هيمنتها ، وإنما هي الدولة التي تناصر الحق والعدل وتسعى إلى الأمن والتعاون والسلام لشعوب المنطقة كلها ، ونشر التعايش والوئام بين الثقافات والحضارات والديانات”.
وشدد على أن الأردن بقيادته الهاشمية يستمد قوته من صميم المبادئ والقيم والمثل العليا التي تأسس عليها في رحاب المشروع النهضوي العربي الذي ناضل في سبيله أحرار العرب بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه ، ثرى الحرم القدسي الشريف – المسجد الأقصى المبارك ، وقبة الصخرة المشرفة يشهد عليه بين يدي ربه بأنه قد تخلى عن كل شيء في سبيل ألا يتخلى عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وزاد "أن جلالة الملك ما زال يحافظ على عهد الوصاية الهاشمية التي ضحى الهاشميون في سبيلها ، يدافعون عنها ، وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس ، وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني ، بعاصمتها القدس الشريف”.
وحيا الجيش المصطفوي ، والأجهزة الأمنية الساهرة على أمن واستقرار الأردن بوعي شعبه العظيم ووطنيته الصادقة وإنتمائه القومي وايمانه العميق الصامد أمام التحديات والمخاطر ويحولها إلى فرص تستجيب لطموحاته المشروعة في التقدم والازدهار والرقي ، رغم كل ما يحيط به من أزمات ، ويتأثر به من تحولات إقليمية ودولية.
ودعا الله العلي القدير أن يحفظ جلالته ويديم عزه ، ويبارك سعيه ، ويضيء دربه ، يمضي بنا نحو مراتب العز والفخار ، ومواقع القوة والاقتدار ، ليظل هذا الحمى قويا ثابتا ، عصيا على الشر والأشرار ، وحصنا منيعا للطيبين المرابطين الأخيار.