مولاي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
لقد رضعنا _ جلالتكم _مع حليب أمهاتنا حب الهاشميين، حبا سائغا مصفى لذة للأردنيين، ففتحنا أعيينا في هذه الدنيا على ثرى الأردن وطنا، وعلى الأحرار من بني هاشم قادة وملوكا، نمت أجسادنا من حليب الاردنيات المدعم بكل عناصر الولاء والانتماء ، فكبرنا وكبر معنا هذا الحب، حتى أصبح إرثا نتوارثه من جيل إلى جيل.
ولم يكن في يوم من الايام حليب الأردنيات مهرمنا ولا مغشوشا، فحب الوطن وقيادته جبلة فينا، وطبع عليه تربينا، لا نقبل أن يزاود به أحد علينا.
عاهدناكم _جلالتكم _ أن نبقى لكم محبين، ولعرشكم حامين، ولندائكم ملبين، وسنبقى كذلك ما سرى الدم في الشرايين.
لم نرَ فيكم_ جلالتكم_ إلا ابا حانيا، وقائدا شجاعا، ذلل الصعاب لخدمة أمته، والدفاع عن قضيتها، فكنتم _ جلالتكم_ نعم القائد ونعم الأب.
فقد يخيل_ جلالتكم _ للأبناء أن اباهم قد أعرض عنهم، أو قرّب أحدا غيرهم، وقد يكون ساهم في تكون هذا التخيل أيد خفية ترمي لإبعاد الأب عن أبناءه، ونفور الأبناء من ابيهم، ولكن الأب _ورغم شقاوة الأبناء_ يبقى ابا معلما لجاهلهم، هاديا لضالهم،جامعا لشملهم ، فاتحا ذراعيه لشاردهم، ليعود الوئام إلى تلك العائلة ، وتتكشف بهذا الوئام تلك الايد الخفية التي لا تريد لهذه العائلة الأردنية أن تبقى واحة أمن واستقرار، وهذا هو دأب الهاشميين من لدن سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، إلى لدن جلالتكم حفظكم الله، والتاريخ شاهد على ذلك.
إن أبناءك _جلالتكم _ في ناعور هم درع من دروع الوطن، يعشقون ترابه، ويرفعون راية قيادته الهاشمية من أعلى قمم جبال ناعور المطلة على أرض فلسطين، مهوى أفئدة الهاشميين، ولن يكونوا إلا كما عهدتهم جلالتكم الجند الأوفياء، المنتمين لوطنهم، الموالين لقيادتهم، الحريصين على أمن واستقرار وطنهم.
نعلم _جلالتكم _ الجهد الذي تبذلونه للإصلاح، ومحاربة الفساد، ونعلم يقينا أن الإصلاح دربه مليء بالأشواك، ولكننا كلنا ثقة بقدرة جلالتكم على المضي بهذا الوطن ليكون قلعة شامخة تعصى على كل مفسد تسول له نفسه المساس بأمننا ووئامنا ومقدرات بلادنا.
حمى الله جلالتكم وحمى الله الأردن وأهل الأردن إنه ولي ذلك ومولاه.