بقلم العقيد الركن المتقاعد الدكتور ضامن عقله الإبراهيم
جاع وما باع
العنوان موجع وصادم ولكنه ديدن شرفاء الامه وصدمه للصوصها وحراميتها الذين اكلوا الاخضر واليابس وباعوا مقدرات الدوله بابخس الاثمان ليملؤ بطونهم من المال السحت دون صحوه ضمير ودون مخافه من الله ودون النظر لمصالح المواطنيين الشرفاء الذين اصبحوا يتضورو جوعا وعطشا ودفعوا كل مايملكون لتعليم اولادهم من حر اموالهم وتم القائهم على قارعه الطريق بدون عمل ولا ومصدر رزق لهم البطاله انهكتهم بينما اولاد اللصوص والحراميه ممن درسوا وتعلموا من اموال الشعب يتم تعينهم برواتب عاليه جدا وبمواقع مرموقه في صنع القرار حال تخرجهم او قبل التخرج وذلك بالواسطه والمحسوبيه والشلليه البغيضه .
الشرفاء الاحرار ممن خدموا بشرف وتفاني تم اقصائهم لكفائتهم وامانتهم وهم مدينون ولا يملكون ارصده بالبنوك ولا يملكون القصور الفاخره او السيارات التي لاتضاهى وانما يعيشون عيشه الكفاف حفاظا على كرامتهم ولا يبعون اراضيهم التى ورثوها عن ابائهم ويفضلون الجوع والعطش على ذلك واليكم قصه الامير خالد شهاب رئيس وزراء لبنان في السبعينات لتكون عبره لمسئولينا لعلهم يتعضون ويعدوا لرشدهم والتالي القصة :
بداية سبعينيات القرن المنصرم ، تقدّم نائب عاليه - لبنان ..
" منير أبو فاضل" ..
بإقتراح قانون يرمي إلى إعطاء رؤساء الجمهورية والمجالس النيابية والحكومات والنواب السابقين تعويضات .. بعدما كانت تردّدت أخبار عن سوء الأحوال الإجتماعية للمسؤولين السابقين وعيالهم آنذاك .
أقرّ الأقتراح في مجلس النواب وأحيل إلى رئيس الجمهورية " سليمان فرنجية " , فتمهّل في توقيعه معتبرًا أنه يرتّب أعباءً مالية كبيرة على الخزينة .
وبحسب ما أخبر الوزير " خليل أبو حمد " وقبيل "عيد الإستقلال" ، صودف أن كان الرئيس فرنجية يقف مع بعض المدعوين على شرفة الطابق الأول في " قصر بعبدا " قبل مباشرة أستقبال المهنئين ، لفت نظر رئيس الجمهورية سيارة إجرة عادية تتوقّف في الباحة وينزل منها رجل عجوز يتّكئ على عكّاز .
سأل الرئيس " فرنجية " عنه , فقالوا له إنه رئيس الحكومة السابق الأمير " خالد شهاب " .
طلب الرئيس " فرنجية " من الوزير " أبو حمد " معرفة إن كانت سيارة الأمير " خالد شهاب " مقطوعة أو خربانة حتى وصل في سيارة تكسي !!
صافح الوزير " أبو حمد " الأمير " خالد شهاب " وسأله :
لماذا حضرت في سيارة أجرة !!
ردّ ببساطة :
أن لا أملك سيارة ولا قدرة لدي على الإنفاق عليها .
بعد أن عرف الرئيس " فرنجية " بالجواب ، أشار إلى أحد مرافقيه بدفع إجرة السيارة العمومية التي أقلّت الأمير
" خالد شهاب " وصرفها وتحضير إحدى سيارات المراسم
والمخصصة للضيوف .
عندما همّ الأمير " خالد شهاب " بالإنصراف , أستفقد سيارة الأجرة العمومية , فقيل له إنها صرفت .
فسأل : من حاسب السائق لكي أحاسبه !!
بعد لحظات , دعاه مرافق الرئيس " فرنجية " للصعود في السيارة الرئاسية لتوصيله إلى منزله في الناصرة .
وبعد أنتهاء مراسم إستقبال المهنئين ، دخل الرئيس
" سليمان فرنجية " إلى مكتبه .. و طلب قانون التعويضات ووقّعه .
وكان عُرف عن الأمير " خالد شهاب " تحبيذه التوجّه إلى مكتبه بالترامواي توفيرًا على خزينة الدولة نفقات إنتقاله سواء في رئاسة مجلس النواب أو رئاسة الحكومة ".
وهناك مقولة مشهورة عن الأمير " خالد شهاب " تقول :
" الأمير خالد جاع وما باع ".
فما قصّة هذا المثل !!
كان الأمير " خالد شهاب " يملك أراضي في " فلسطين " رفض بيعها لليهود بالرغم من حاجته الماسة للمال وعدم تمكّنه من الوصول إليها أو إستغلالها , وبقي يحتفظ
بصكوكها حتى وفاته . من هنا أتى هذا المثل :
* جاع وما باع * .
وبعد كلّ تلك الفترة الطويلة من المشاركة في الحكم , لم يكن قادرًا أن يقتني سيارة, وتوفي في 7 تموز 1978 , رحمه الله ورحم الله أمثاله من الشرفاء.
هذه القصة ترسل مجدداً لمقارنة شرفاء الأمس بلصوص اليوم.