- كان يوما استثنائيا بكل المضامين والدلالات عندما اقامت القوات المسلحه الاردنية مراسيم عسكرية مهيبة قبل أيام في مدينة القدس لأحد جنودها البواسل الذي استشهد في حرب 1967 في تلة الذخيرة / الشيخ جراح والذي تم موارة رفاته في مقبرة القدس قرب المسجد الأقصى...وبحضور مساعد رئيس الأركان للإدارة والقوى البشرية وعدد من كبار القوات المسلحة بجنازة تتقدمها موسيقات القوات المسلحة الاردنية.... الجنازة التي لامست مشاعر كل أردني وفلسطيني ورسالة فخر واعتزار ستبقى في الوجدان نتوارثها من جيل إلى جيل ...
* عنوان هذا الحدث هو ان هذا الوطن هو وطن الشهداء والاوفياء... وسيبقى بقيادته الهاشمية كالجبال العالية والمنارات الشامخة كرموز وطنية ومصادر قوة وصناع تاريخ مجيد ، وبيوت عز وكرامة يترفعون عن التنكر ويبتعدون عن الانحدار ولا يرتدون بعد إيمانهم.
* هولاء هم الشهداء الابطال الذين قاتلوا على أسوار القدس والشيخ جراح وتلة الذخيرة وباب الواد واللطرون والسموع وكل مدن فلسطين....هؤلا هم من كتبوا التاريخ بفوهات بنادقهم وازيز طائرات الشهيد موفق السلطي والشهيد الطيار فراس العجلوني وهدير مدرعاتهم ودباباتهم... وهم من اسندوا أسوار الأرض باجسادهم....هؤلا الشهداء رحلوا وهم يوصوننا على الوطن ...ويرددون نجود بكل شيء إلا تراب الوطن .
* قوافل شهداء الجيش العربي التي بدأت منذ أعلن الاردن ان قضية فلسطين هي قضيته المركزية الاولى...وان قوافل الشهداء بدأت منذ استشهاد الملك المؤسس عبدالله الأول على عتبات الأقصى....فهو الشهيد الأول وتبعته قوافل الشهداء في فلسطين وعلى كل جبهات القتال مع العدو الإسرائيلي ، وفي كل المعارك التي خاضها بواسل الجيش العربي على مساحة فلسطين كلها والكرامة والجولان.... فهذا هو ديدن القيادة الهاشمية منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين ..حيث اخذت هذه القيادة الحكيمة والرشيدة على عاتقها مسؤولية الأعمار الهاشمي للاقصى ورعاية الأماكن المقدسة ، وانتقلت هذه المسؤولية من العهد الهاشمي الميمون الأول وصولا إلى العهد الهاشمي الميمون الرابع بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه...الذي حمل القضية الفلسطينية ودافع عنها في كل المحافل الدولية حرصا منه على حق الفلسطينين في إقامة دولتهم على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
* ان هذه المراسيم المهيبة لجنازة مهيبة لهذا الشهيد في القدس لدلالات ومضامين عميقة على أن جيشنا العربي هو جيش كل العرب ولكل العرب ...الجيش الذي اشاد بمواقفه وبطولاته العدو قبل الصديق....
* ان تاريخ جيشنا العربي في فلسطين مكتوب بماء الذهب من خلال التضحيات التي لا زال الجيش الإسرائيلي يذكرها ويقدرها ويدرس هذا البطولات في معاهده العسكرية ...كما لازال هذه الحضور والاحترام في قلوب الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعتبر ان القوات المسلحة الاردنية السند والظهير القوي لنضال الشعب الفلسطيني منذ اربعينيات القرن الماضي.
* فهنيئا لنشامى جيشنا العربي ...فهم أعز ما لنا واغلى ما فينا ...والفخر يفتخر بقواتنا المسلحة الاردنية في ظل جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أدام الله ملكه واعز مجده....
* واليوم لا يفوتني ان أتوجه بالشكر لقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية التي كانت صمام الأمان خلال جائحة كورونا وساهمت مع باقي أجهزة الدولة في وضع الخطط والاستراتيجيات الوطنية للحد من انتشار هذا الوباء وعززت قدرات الدولة الاقتصادية والطبية والاجتماعية ....ليبقى الاردن سالما معافى...