الوفاء هو انعكاس لرقي النفس الزكية لأنه يجردها من الطمع والحسد والانتهازية والنفعية فالوفاء من شيَم الكرام وهو رفيق الانقياء وأصحاب النفوس الكريمة والمعادن الثمينة التي لا تنكر المعروف ... ولكن ما نراه هذه الأيام أن الوفاء أصبح من العملات النادرة.
عندما سئل أحد العرب: بأي شيْ يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار؟!
قال: بحنينه الى وطنه وشوقه الى اخوته وتلهفه على ما مضى من زمانه.
فما أجمل أن تكون النفس وفية لمكان مولدها ومشتاقة الى مسقط رأسها ومخلصة لأبناء جلدتها ولمن أحسنوا إليها فهذا هو الوفاء بحد ذاته ... أن يتوافق ما بداخلك مع ظاهرك وإلا أصبحت في عداد المنافقين والجاحدين.
الوفاء ... هو ان نبقى بجانب من نحب بسبب وبدون سبب وبدون شروط ومصالح .حتى في قانون وشريعة الغاب يجسد معنى الوفاء ... فعندما تأتي الأسود لشرب الماء تفسح لها الغزلان الطريق لكنها لا تفر منها والأسود لا تغدر بها ... لأنها تؤمن أن للافتراس وقتا معينا ونذرا ... وللحياة العادية وقتا ونذرا ... حتى الحيوانات لا تحب الغدر.