نيروز الإخبارية : بقلم: منذر القضاه.
عجبًا .. هل افتقدنا الرحمة في قلوبنا؟ أم البصير من أعيننا؟ أنسينا أنّا بشرٌ أم تُرانا ظننا الخلود على وجه الأرض؟! نسينا ما تعلمناه في مدارسنا ومن شيوخنا وأساتذتنا "ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء" .
منظرٌ قد أضعف قوتي وأبكى عيني وأشخص بصري
مشهدٌ أنطق قلبي وأحيا بي قناعة فناء الحياة، وضعني في كفة اليأس، أفقدني دفئًا كان ينتظرني في بيتي.
عجوزٌ غطى راْسه الشيب بجانب الطريق خلف حاوية كانت له بيتٌ استجار بها من الهواء الباردٍ يرتعشُ ألماً من البرد ضم قدميه وأنزل رأسه بين كتفيه وكأن اعضاءه تكاتفت لكي تدفئ قلبه من ألم الدنيا وبردها .مشهدٌ انزل الدمعة على خدي، افقد الحيلةَ من جسدي دفعني إليه مشفقًا ومتوجعاً انطلقت إليه مسرعا وفِي يدي كيس من الخبز قد جلبته ُ الى أهلي تحدثتُ اليه محاولًا إقناعهُ بأن يأتي معي ولكنهُ رفض قائلا : لعلي أجدُ شيئا أُحاجج الله به يوم القيامه فأنا على هذه الحال منذُ عشرين سنة. والأعجب من ذلك أنه قال لي" الرحمة إن ماتت في هذه الأرض فإنها لن تموت عند خالق الأرض؛ّ فكثير من الناس قد نُزعت الرحمة من قلوبهم.
وقفتُ منكسرا وقلتُ له يا أبتاه والله إني لا أملك إلا كيسًا من الخبزِ هذا خذه وهذه بردةً قد تحميك من البرد القارص.
ضحك مبتسما وكأن الدنيا قد ضحكت معه.
لم لا نفتقد من افقدتهم الدنيا دفئا؟! هناك اشخاصٌ يموتون من البرد كل يوم اطفالٌ ونساء وشيوخٌ ورجال يموتون بردًا وخوفًا من الجوع ومن برد الشتاء
ارحموا فقراءنا وتذكرو أطفالنا وشيوخنا فهناك اشخاصٌ يستحقون ان نتصدقٌ عليهم لو بأبسط الأشياء وتذكروا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- (من لايَرحم لا يُرحم) تصدقوا عن موتاكم وأنفسكم لعل الله ينجي بهم أجسادنا من النار، فقد قال سبحانه وتعالى : (وما تُنفِقُوا من خيرٍ تجدوه عند الله) صدق الله العظيم.