ناقشت ندوة عقدت في معرض عمان الدولي للكتاب مساء أمس الخميس، تحديات ومستقبل صناعة النشر في العالم العربي من وجهة نظر مدراء معارض الكتاب العربية، وناشرون من الأردن وسوريا.
وقال مدير معرض القاهرة للكتاب إسلام بيومي، إن الناشرين يمرون بالفعل بأزمات كبيرة تحديدا في أزمة كورونا، كما يواجه الناشر كلفة الورق، والطباعة والتزوير والقرصنة والعلاقة بينه وبين المؤلف والملكية الفكرية، وكلفة الاشتراك في المعارض، إضافة الى عدم وجود أرقام معلنة تبين صناعة النشر على أرض الواقع، مضيفا أن على الدولة المساعدة لمعالجة هذه التحديات وذلك لأهمية الثقافة التي تساهم في بناء الوعي للإنسان، ومحاربة الفكر المتطرف، وتنمية المجتمعات.
وأقر بضرورة التعاون بين كل الجهات وخصوصا على المستوى الرسمي وأن يكون هناك سياسة دعم واضحة، لمواجهة هذه التحديات، حيث التغيرات التي حدثت على القطاع بفعل جائحة كورونا وما واجهته دور النشر العربية من اغلاقات للمعارض واقتصار البيع عبر المنصات الالكترونية، مشيرا الى أن الناشر الحقيقي هو الذي استمر في أزمة كورونا، والذي ابتعد هو الناشر غير الحقيقي.
بدوره، قال مدير عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر كيالي، إن الوطن العربي شهد في السنوات من 2015 إلى 2019 تصاعداً متزايداً في تزوير الكتب العربية ورقياً ورقمياً، وتصاعدت هذه الظاهرة نتيجة لعدم ردع المزورين وقصور القانون في التعامل مع هذه الظاهرة على الصعيد العربي، مضيفا أن أكثر أشكال التزوير انتشاراً ما يقوم به المزور من الاستيلاء على العمل بالكامل، من أوله حتى آخره.
وأوضح، أن التزوير جريمة أخلاقية وساعد أسباب أخرى تشترك فيها العديد من الدول بلا استثناء وهي: ضعف شبكات توزيع الكتاب في كافة الدول العربية وارتفاع سعر الكتاب المطبوع وفرض الضرائب والرسوم على الكتاب كمنتج نهائي عند بيع وضعف التشريعات القانونية في التعامل مع الكتب المزورة على كافة الأصعدة، وعدم وضوح حقوق الناشر وحقوق المؤلف على المصنف لدى العديد من الجهات المعنية بالدول العربية.
وأشار كيالي إلى أنه بالرغم من نمو حجم الاقتصاديات العربية، فإن حجم قطاع النشر لا يزيد بذات نسبة زيادة حجم الاقتصاديات العربية ويعود هذا الخلل الى عدم اعتبار النشر صناعة مهمة في الدخل القومي والخلل الموجود في منظومة التعليم العربية ما يعكس الإقبال على القراءة وعدم تطبيق العمل بمفهوم الحق الثقافي للمواطن العربي أي الحق في تلقي المعرفة .
من جهته، أكد مدير دار ورد للنشر الدكتور مجد حيدر من سوريا ضرورة معالجة ظاهرة التزوير في العالم العربي، ودعم وزارات الثقافة للناشرين وحركة النشر في العالم العربي، والبحث عن منافذ أخرى لتسويق الكتاب غير المعارض التي تقام هنا وهناك، وخاصة في أزمة كورونا التي توقفت بسببها معظم المعارض العربية والاجنبية.
وأضاف، أن صناعة النشر بحاجة الى تطوير ودعم، وأن تتحمل جهات متخصصة مع الناشر في الأزمات الاقتصادية، مبينا أن هناك ازدحام في أعداد الناشرين وهذه الأمر يجب معالجته من خلال اتحاد الناشرين العرب، إضافة الى بناء نظام مخصص للبيع بطرق واضحة وشفافة يلتزم به بحسب التكاليف وثمن الحقوق الفكرية، وبحسب نوعية الكتاب المنتج .
وقال المهندس خالد البلبيسي الذي أدار الندوة، إن التحديات موجودة على كل الصعد ولا تقتصر على السياسة وعلى الاقتصاد، وغيرها، وإنما تمتد الى صناعة النشر والثقافة وهذه قضية ليست سهلة، مشيرا إلى أن معرفة وتشخيص واقع هذه المشكلة هو جزء أساسي في حلها. (بترا)