أقام اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، اليوم الأحد، في قاعة بلدية المفرق، أمسية شعرية وأدبية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون؛ وقد شارك فيها كل من الشعراء: عليان موسى العدوان، ليان عبد الوهاب الرفاعي، راكان أحمد أبو شطيرة، زايد فلاح السرحان، في أمسية شعرية نبطية أدارتها وقدمتها الأديبة بسمة ذيب عليمات، بحضور رئيس الاتحاد محمود رحال وأعضاء الاتحاد وجمهة كبير من محبي الشعر النبطي.
وقدم الشعراء المشاركين في أمسية الشعر النبطي لمهرجان جرش " 35 مجموعة من القصائد الوطنية التي تغنت بالأردن، وعبرت عن الانتماء المتجذر بأرض الأردن، حيث قدموا قصائدهم صور فنية معبرة وتعابير جميلة، عبرت عن الفخر والاعتزاز بمسيرة الدولة الأردنية؛ كما تنوعت القصائد بين الغزل والوجدانيات.
وقال الشاعر عليان العدوان رئيس الاتحاد السابق : في هذا المساء الجميل بحضوركم ارحب بأهل المفرق والضيوف من الكتاب والادباء من النخبة المثقفين، إن الشعر النبطي يلتزم بمعايير موضوع القصيدة ومحتواها والوزن والقافية والصور الفنية المبتكرة والترابط والتسلسل في الأفكار وتوظيف التراث المتمثل بالحكم والأمثال, وقيمة المفردات المستعملة وطريقة الإلقاء ومخارج الحروف وحضور الشاعر, ومدى اهتمامه الموضوعي بالحداثة وارتباطها بالأصالة المعاصرة والابتعاد عن الإسفاف والركاكة وهذا ما نركز عليه في التعاطي مع هذا النوع الشعري الأضيل.
وألقى العدوان أبيات من قضائده، وقرأ:" من قصيدة بعنوان «درب المجد»، قال فيها:
«أهلا هلا يا منبع الجود كله... واهل الشهامة ما اعتلوا حد مرقاك
عالي المحادر ادري باصلك نصله... يا مكرم الضيفان يا زين ملقاك
أما الشاعرة الرفاعي فهي شاعرة وقاصة أردنية، صدر لها ديوان شعر بعنوان «خمر القصائد»، شاركت في عدد من المهرجانات الشعرية والمؤتمرات في الأردن ومصر، وأغلب أشعارها من الشعر العمودي الفصيح، كما كتبت شعر التفعيلة، و الشعر النبطي، والقصة والعديد من النصوص النثرية.
وقدمت الرفاعي مجموعة قصائد تميزت بأسلوبها الشعري الرومانسي، ومما قرأته:
أكرم قتيلك
في غَيهَبِ الجُبِّ السَحيقِ رَمَيْتَ بي
ورَجَعتَ تَسألُ ساخِرًا عَمّا جَرى
فِيمَ السُّؤالُ وأنتَ تُدرِكُ أَنني
برياحِ هَجرِكَ باتَ وجهيَ أَغبَرا
والآهُ تَصدَحُ والجُموحُ يَلومُني
مِن مُوجِعٍ ضَجَّ الكَتُومُ فَأجهَرا
فانظُرْ بِوزرِكَ كَيفَ أَضحَت حَالَتي
طهِّرْ عُيونَكَ في دموعي كَي تَرى
سَدَّدتَ سَهمك فاستباح جَوانِحي
لمّا شَددتَ بِقوسِ هَجرِكَ للوَرا
فأصابَني في مَقتِلٍ لكن نَبضي
في العُروقِ عن السُّكونِ تأخَّرا
وبَدأتُ أستَجدي الفراقَ لِراحَتي
أَجهز عَلى مُضناكَ حتى تُؤجَرا
دَفنُ الغُرابِ قَتيلَهُ لَكَ عِبرَةٌ
أكرِمْ قَتيلًا بِالصَّقيعِ تَدَثَّرا
الشاعر ركان ابو شطيره بصوته الجهوري شد انتباه الحضور بما قدمه من قصائد نالت استحسان متذوقي الشعر وأبو شطيرة خاطب الوطن والشعب والمكان والانسان بصور فيها الأمل بالمستقبل ودعى من خلال قصائده إلى أن نحافظ على الوطن لأن به كل الخير والعطاء ويتطلب منا فقط الانتماء، وقرأ واحلا من العسل وقمرا واطرا .... الليلة حبنا يكبر بملكنا الاردن يكبر برجال زنودها سمرا ، الليلة تمت الفرحة والكل بحالته ادرى ، الليلة تفرح الاوطان بوجود السمرا والبيضا ، والشعر حكمة وعبرة، وقرأ هلا بالمفرق الحرة هلا بعبدالله الثاني وهلا بكل هلي وربعي هلا يا عمود البيت يا تاج اوطاني، هلا بعمان هلا باشعار اوطان.
ومن جهته، صاحب ديوان الشعر النبطي بعنوان (قصائد ومواقف) الشاعر زايد فلاح السرحان، الذي يمتاز بالتنويع بين الوان الشعر النبطي - المسحوب والهجيني والشروقي وشعر السامر، قصيدة الرقصة - اضافة الى عشر قصائد عامودية بالشعر الفصيح، وابدع في نظم عدد من القصائد النبطية على لون "الهجيني" وهو من الالوان صعبة النظم وتحتاج الى قدرة عالية في الحس الموسيقي والتي تكاد تختفي من منظومة الشعر النبطي الجديدة في الوقت الحاضر رغم قدم هذا اللون في الشعر الشعبي الذي ارتكزت علية ابتداء القصيدة النبطية،
وعلى اللون الهجيني القى ابيات قال فيها : هات القلم حضر القرطاس ـ لاكتب على الكيف بيتيني ـ للصاحب اللي طواه الياس ـ تعبان من خط سطريني ـ يا بو عيون شهل ونعاس ـ بساهمن دوم ترميني ـ ابو ثمان تقول الماس ـ هل البرد في تشاريني.
في ختام هذا الحفل كرم رئيس الإتحاد الشعراء المشاركين بدروع، في عودة لمثل هذه الأمسيات الثقافية واللقاءات بين متذوقي الأدب والشعر وعودة الروح الأدبية لإثراء النشاط الثقافي في المحافظات.