حتى سمو ولي العهد تسلل إليه هذا الداء المقيت ، اخترق قلوب وعيون الأردنيين حتى وصل إلى اليد التي إذا تألمت دمعت العيون ، وإلى العين التي إذا دمعت مسحتها أكف الضراعة ، هذا اختبار وامتحان من الله ينتصر فيه المؤمنين الصابرين الذاكرين رهبان الليل وفرسان النهار ، سيوفهم لا تصدأ ومعنوياتهم لا تنحني وهاماتهم لا تركع إلا لله .
جمرة المرض لا يطأها إلّا أبواهُ المؤمنين ، يلتاع منها الأقربون ، يعاني مرارتها الأشقاء ، يحس بها الأحبة والأصدقاء ، فالعائلة المالكة تحظى بحب هذا الوطن بشراً وحجراً شيحاً وزيتوناً ، حب الكبار والكهول والشباب ينساب بسلاسة أبدية نحو الكتف الذي عليه نتكئ ، والصخرة الشماء التي إليها نستند ، والنبع الصافي الذي منه نرتوي ، والعين التي بها نبصر ، والأمل المعقود ، والرجاء الموعود .
العائلة الكريمة أكثر الناس عرضة لهذا الخطر ، يتحركون ليلاً ونهاراً في عرض البلاد وطولها ، لا يتركون أمراً بلا إشراف وتوجيه ومتابعة ، يحملون أمانة المسؤولية بنزاهة وأمانة واقتدار ، الجميع تحت رعايتهم متساوين كأسنان المشط ، القوي عندهم ضعيف حتى يأخذون الحق منه ، والضعيف عندهم قوي حتى يأخذون الحق له ، لا ظلم ولا تسلط ولا طغيان .
بمشـية الله سيجتاز سمو الأمير هذا الاختبار وسينجح في هذا الامتحان ، مكملاً مسيرة الخير والعطاء في ظلال شجرة مورقة طيبة تنمو في تربة التضحيات ، لا تميل ولا تنحني ، لا تجف ولا تذبل ، على مشارف نسمة عليلة تخفف لهيب الصحراء ، فوق سور عالٍ وقلعة منيعة ، عند رأس الرمح الذي يذود عنا نوائب الدهر ، وعثرات الحياة ، على حدود وطن ربيعه دائم وفجره باسم ، ليبقى الولاء والإنتماء لهذا الوطن العريق خالداً أبدياً .