فجر جديد في أدبيات اضطراب التوحد بشكل خاص والتربية الخاصة بشكل عام .
لقد أجابت عائلة حمزة عكروش عن أسئلة عديدة في أذهان العديد من الأسر ، وقف أمامها عدد من المختصين والباحثين للوصول إلى إجابات شافية، وقد باءت غالبية إجاباتهم بالفشل لعدم توفر الأدلة والمعلومات العلمية الصحيحة والخبرات الكافيه لتشفي غليل هذه الأسر وتطفىء ظمأهم .
اضطراب التوحد ذاك اللغز الذي ما زال يشكل جدلًا واسعًا بين أوساط الأطباء والعلماء والخبراء في ميدان التربية .
حمزة عكروش الذي حباه الله بأن يعيش في كنف أسرة متحضرة متفهمة ولأب عظيم هو ياسر عكروش الذي أكرمه الله في حمزة المصاب باضطراب التوحد.
لم تكن طريق ياسر عكروش مفروشة بالورد والياسمين ، بل كانت مزروعة بالشوك والصبر والألم ، مسيرة طويلة ومعاناة وآهات وأمل وإصرار وإرادة ..مفردات وقيم ومعانٍ عظيمة تسلح بها عكروش وأسرته مسخرين حياتهم لحمزة ..
عكروش الذي استطاع كسر جميع الأقفال الصعبة وإخراج حمزة من الظلمات الى النور ..ليسطع هذا الضوء ويلخبط أوراق التربية الخاصة ومعانيها ومفرداتها ..
عكروش لم يتغلب على اضطراب التوحد فقط بل حلق في فضاءات الإنسانية والعاطفية والأبوية بالفطرة والإرادة ..ليفجر عهدًا جديدًا مضيئًا إلى حمزة وأمثاله ممن يعانون من الاضطراب ذاته ..
عكروش الذي أدهش من حوله كما أدهشني عندما قابلته وأخبرني بأنه احتفى مع أسرته في خطوبة ابنه حمزة ..
عكروش الذي بث في قلبي ووجداني وروحي الأمل كسيدة أكاديمية متخصصة في التوحد وعضو هيئة تدريس في جامعة ، لأزف لطلابي هذا الحدث التاريخي الكبير والانقلاب السلمي في أدبيات التربية الخاصة ..لأقول لطلبتي لا يوجد شيء مستحيل أمام الإرادة والعمل والإخلاص ..جميع الصعوبات تسقط أمام القيم الإنسانية ..
عكروش القصة والبطولة ، الذي أجابني بكل ثقة عندما سألته: هل ممكن لحمزة أن يكون أسرة ويعيش حياة طبيعية؟ لقد قال: نعم نعم ..وأنا واثقة بأن من صنع هذا المجد سيكمل المشوار ..
عكروش لك ولأمثالك من قصص النجاح والتحديات ترفع القبعات ويفرش البساط الأحمر ، لك ولأمثالك التكريم والمجد..
صديقي العزيز أشكر الفرصة الذي سنحت لي للقائك ..وأشكر هذا القدر الجميل ..سنستمر بالتواصل ، وسنكمل مشوار النجاح وسنسجل الإنجازات وسنرى حمزة يحتضن أبناءه الصالحين، وستبقى أنت المجد والأمل ..